تمرّد تحت غطاء الحداثة موجة التقليد الأعمى تجتاح الشباب موجة من التقليد الفوضوي تجتاح شباب اليوم تحمل في ظاهرها مسمَّى الموضة ومسايرة المدنية ومواكبة الحداثة وفي باطنها التمرد والتسخط على كل ما يمت للتقاليد والأعراف بصلة يلهثون وراءها دون معرفة أصولها ولا الهدف من اتباعها. التقليد في الملبس المأكل المشرب وحتى نسخ العادات والتقاليد الغربية في أيامنا هذه أصبحت ظاهرة إن لم نقل موضة استهوت العديد من شبابنا وبناتنا ولهذه الظاهرة عدة أسباب من بينها أولًا الإعجاب بالغرب حيث يؤدي إعجاب الشباب والبنات بالغرب إلى تقليدهم في كل شيء. ثانيًا تقدم الغرب بحيث يرى الكثير من الدارسين والباحثين العرب لهذه الظاهرة أن العالم الغربي يمتلك الحضارة والتقدم الكبير في مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيا وكافة مجالات الحياة لذا يحاول الشباب اللحاق بالغرب فيقلدونهم في الموضة باعتبارها أحد مظاهر التقدم. علينا أن نعرف أن الموضة سلاح ذو حدين منها ما هو صالح ومنها ما هو طالح فعلينا أن نأخذ منها ما يناسب تعاليمنا الإسلامية الجميلة ولا يتعارض مع ثقافتنا العربية الأصيلة فيمكن أن نقلدهم مثلا في صناعة الطائرات والغواصات وكل وسائل التكنولوجيا لما فيه مصلحة الأمة العربية والإسلامية ومنفعة شبابنا وأن نبتعد عن كل موضة تخالف الإسلام وتسيء إلى المجتمع وتغير ملامح عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة والجميلة خاصة في الملابس التي تنتشر في هذه الأيام. آفة تهدد المجتمعات إن التقليد الاعمى الذي يلهث الناس وراءه. من تبعية في الازياء العارية أو من المفاهيم المزيفة أو من الصيحات العالمية الغريبة أو الدعايات الاعلامية المغرية آفة تهدد المجتمعات المحافظة ومزيلة للقيم الدينية والاجتماعية وتتحول المجتمعات لمجتمعات مزيفة ويتحول المجتمع المنتج والمطور المبتكر إلى مجتمع لا يفعل سوى الاستهلاك. ان بعض العادات غير اللائقة التي أَخذت من مجتمعات أخرى لقيت رواجا اعلامياً وظهوراً واضحاً اكثر من العادات النبيلة والمتميزة الموجودة عندنا والموجودة في القدوة الصالحة التي تمثل دوراً هاما في المجتمع ونموذجاً مشرفاً. وقد أصبح البعض مهتماً بالتقليد وما يتجدد في بعض الأزياء أو بعض الصيحات وأهمل الجانب الديني والفطري ودون إدراك لما ينتج وما يحصل وأن صفة تدل على الانهزامية والتبعية البحتة. وختاما لابد من أن نقتدي بقدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم وان يبحث الإنسان عن ذاته ويطورها ويبتعد عن التقليد الأعمى الهش وان نسعى للأفضل والأحسن دائماً.