من غزة الصامدة إلى الصومال الصابرة أطلقت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب مكتب فلسطين حملة لجمع التبرعات لإغاثة ومؤازرة المنكوبين من أبناء الشعب الصومالي الشقيق، وذلك لما يعانونه من جفاف وجوع في أكبر موجة جفاف تشهدها الصومال منذ 60 عاماً. فطفل يموت كل 100 ثانية، والكارثة هناك أكبر من أن توصف هكذا عبر منسق مكتب فلسطين بلجنة الإغاثة والطوارئ الدكتور عبد الرحمن الحداد عن طبيعة الوضع هناك، فما يقرب من11 مليون صومالي معرضون للخطر بينما يعاني من المجاعة ما يقرب من 4 مليون إنسان. وأوضح الحداد أن قيمة هذه الحملة كونها تخرج من قطاع غزة المحاصر منذ سنوات حيث تؤكد على أن أهل غزة رغم ما يعانونه من جراء الحصار الجائر، يشعرون بآلام المسلمين في كل مكان وخاصة الصومال التي يعاني أهلها حالياً من ظروف مأساوية. وستستمر الحملة طيلة أيام شهر رمضان المبارك. ووجه الحداد نداءه لجميع أصحاب الضمائر الحية والمؤسسات العامة والخاصة العمل على المشاركة في هذه الحملة من أجل تجسيد مفهوم الجسد الواحد للأمة الإسلامية. كارثة مأساوية ويؤكد موفد لجنة الإغاثة والطوارئ إلى الصومال أن الأوضاع في مخيمات النازحين مأساوية، حيث أقيمت تلك المخيمات بشكل عشوائي وسط العاصمة الصومالية لاستقبال النازحين من المحافظات الجنوبية. ويضيف "الأوضاع الصحية تشهد تراجعا خطيرا في المخيمات حيث يترك المرضى في العراء بانتظار الموت بلا أي رعاية صحية، ويشهد أحد المخيمات التي زارها وفاة 60 طفلا على الأقل بشكل يومي نتيجة للجوع وسوء التغذية وانتشار الأمراض". وحول أكثر المشاهد تأثيرا في نفسه أشار سعد إلى أنه وجد سيدة ملقاة في احد أركان المخيم مريضة بالملاريا وحين سأل القائمين على المخيم عن وضعها أخبروه أنها مريضة بالملاريا وأنهم ينتظرون أن تموت، كما فقدت العديد من الأسر الصومالية أفرادا منها أثناء النزوح، حيث فقدت أم صومالية زوجها وأبناءها الثلاثة في الغابات أثناء النزوح، وفقدت أم أخرى زوجها، وفضلا عن ذلك فقد كل النازحين ما يملكونه من أموال ورؤوس ماشية اضطروا لتركها والهروب من القحط والجفاف المدمر في الجنوب. مبادرات الفيس بوك ومن اتحاد الأطباء العرب إلى الفيس بوك أطلقت مجموعات عديدة لجمع التبرعات للصومال وكانت المجموعة الأكثر أعضاء "جسد واحد لنوقف مجاعة الصومال" والتي كتب على حائطها (رأينا الجوع يفتت أكباد أطفال المسلمين ويمزق أحشائهم وعالم إسلامي يصم أذانه عنهم ويغمض جفونه... وواجبنا أن نتكاتف لنكون كالجسد الواحد وننقذ إخواننا في أرض الصومال). وانطلقت مجموعة "الصومال.. أزمة غذائية" للتعريف بالأزمة ومساعدته الصوماليين بأي طريقة. وتنشر المجموعة على صفحتها مجموعة من الفيديوهات التي تقشعر لها الأبدان من هول الوضع هناك. وناقشت مجموعة "معا لنحارب مجاعة الصومال" تغافل غالبية دول العالم عن الكارثة الإنسانية التي تفتك بملايين الصوماليين، ونشرت تصاريح بعض رؤساء دول العالم لمساعدة الصومال أمثال أوباما ووزير التنمية الألماني ديرك نيبل.