تتخوف الكثير من عائلات المحبوسين من استمرار ظاهرة السطو على قفف أبنائها، واستلامها من طرفهم منقوصة من بعض المواد التي تسيل لعاب بعض الأعوان المكلفين بإيصالها إلى السجناء فيذهبون إلى أخذها وإنقاصها من القفة دون أدنى ضمير سيما وان الكثير من العائلات المعوزة لا تقوى على ملء تلك القفف إلا بعد جهد جهيد بالنظر إلى فقرها وحاجتها. نسيمة خباجة ليذهب بعض الأعوان هداهم الله إلى السطو على بعض المواد بحيث لا تذهب القفة على حالها إلى الشخص المحبوس ولا يكتشف الأمر لا المحبوس ولا العائلة إلا بعد المحادثة العفوية التي تدور بينهما خلال الزيارة، فيتبين انتقاص بعض المواد الغذائية من القفة، ولو كانت موادا محظورة يمنع إدخالها للسجين لهان الأمر، وإنما مواد عادية تتعب أم المحبوس كثيرا لتوفيرها وتحضيرها له، لكي لا تلحق ابنها فيما بعد وتتخذ سبيلا آخر بعد السطو عليها من طرف بعض منعدمي الضمير الذين أوكلت لهم مهمة تسليم تلك القفف إلى المسجونين. ذلك ما سمعناه على أفواه الكثير ممن حيرتهم تلك الظاهرة المشينة وعقدت لسانهم. تذهب بعض العائلات المعوزة إلى تدبر أمرها وحالها من اجل ملء قفة السجين ببعض المواد التي تنفعه فمهما رحنا أو عدنا فان طعام السجن أو "ماكلة الحبس" كما يشاع في مجتمعنا تبقى تلحقها الكثير من الشوائب حتى ان هناك من يضرب بها المثل من حيث انحطاطها ونكهتها الرديئة وانتقاص القيمة الغذائية لبعض الأطباق التي يترأسها دوما الحساء أو "السوبة" كما يطلق عليها الجميع، لذلك تشعر العائلات بالنقص الذي يطال ابنها من حيث تزوده بالوجبات الرئيسية خلال الإفطار في غير رمضان، ويزداد تخوفها في شهر رمضان فتذهب إلى إعداد بعض الوجبات وملء القفة أضعافا مضاعفة، وكلها أملا في وصولها على حالها إلى يد المحبوس لاسيما وأنها أمانة، إلا أن هناك من يتجرا على خيانتها وينجر وراء نفسه الأمارة بالسوء فيذهب إلى انتقاص بعض المواد لاسيما وان ليس هناك من يكشف فعلته الدنيئة، إلا أن بعض العائلات راحت تتفطن إلى الأمر وتذهب إلى سؤال المحبوس مباشرة بعد دخول القفة عن جل المواد الموجودة بداخلها للتأكد من وصولها واستلامها كاملة. ذلك ما كشفته لنا إحدى السيدات التي عاشرت السجن لسنوات بعد تورط ابنها في قضية مخدرات قالت أنها تدهش لطمع بعض الأعوان في كل مرة في قفة السجين وسيلان لعابهم حول بعض الأطباق المحضرة، وقالت أنها في مرة أحضرت دجاجة محمرة فتم الاستيلاء عليها لتلحق ابنها شرائح البطاطا المقلية من دون دجاجة. ولو طال الانتقاص المواد المحظورة كالملح مثلا أو السكر لهان الأمر لاسيما وأنها مواد محظورة تلحقها بعض الشبهات، وإنما راح الأمر إلى ابعد من ذلك وصار السطو يلحق اغلب الأطباق والمواد ولم تسلم من ذلك السطو حتى حلويات العيد التي تنتقص من القفف تزامنا مع المناسبة. وأضافت السيدة انه دون شك ستسيل القفف الرمضانية لعاب بعض الأعوان المكلفين بإيصالها إلى السجناء سيما وأنها ممتلئة عن آخرها وتتعب الكثير من العائلات لملئها رأفة منها بالابن المحبوس، ليتم الاستيلاء عليها من طرف الغير بكل سهولة دون أدنى ضمير أو تحسر لحالة المسجون وكذا عائلته. لذلك تتخوف الكثير من العائلات من استمرار ظاهرة السطو على القفف خلال رمضان وهو الشهر الذي يجبر العائلات على تدبر حالها من اجل تحسين الوجبات للابن المحبوس لاسيما وان احتمال عدم وصولها بين يديه هو أمر وارد بسبب ما هو متفشي ببعض سجوننا من مظاهر مشينة مست مختلف الجوانب ولم تعد تنحصر في جانب واحد.