مستشفيات تتشبّع.. وأطباء يدقون ناقوس الإنذار كورونا: الأرقام تتصاعد.. والتراخي يتواصل عاد منحى كورونا إلى التصاعد مجددا بحيث تتجاوز نسبة الإصابات الجديدة 300 حالة يوميا وازداد الخطر مع دخول متحور أوميكرون الجديد ووصول عدد الحالات إلى 16 حالة مؤكدة وهي نتائج منطقية للتراخي في التدابير الوقائية وعدم احترام شروط كبح انتشار العدوى فالكمامات شبه غائبة والاكتظاظ والزحمة يصنعان الحدث في الأماكن العمومية أضف إلى ذلك تواصل العزوف عن تلقي اللقاح مما حال دون الوصول إلى المناعة الجماعية في الجزائر. نسيمة خباجة عاد سوسبانس كورونا إلى الجزائريين الذين يترصدون عدد الإصابات بصفة يومية بسبب وتيرة الارتفاع التي تشهدها خلال هذه الفترة لكن في نفس الوقت تواصلت مشاهد التراخي والاستهتار وكذا العزوف عن اللقاح الذي يفترض أنه يحمي من التعقيدات الصحية في حال الإصابة وقد يحمي من الإصابة حسب طبيعة جسم المتلقي ومستوى مناعته. انخفاض الإصابات سابقا أدى بالبعض إلى نزع الكمامة ناهيك عن الزحمة والاكتظاظ المسجلين في مختلف الاماكن العمومية على غرار الأسواق ومراكز البريد وكذا المنتزهات العائلية خلال العطلة الشتوية وتناسى اغلبية الناس أننا لازلنا نعيش في زمن وباء فتاك تعددت متحوراته وتفاوتت خطورتها. اكتظاظ وطوابير في عز الوباء لامبالاة الجزائريين بالفيروس الخطير تظهر من تسابقهم على التبضع ومجابهة طوابير وزحمة للظفر بالسلع والخضر ومختلف المواد الغذائية أما عن طوابير الظفر بكيس حليب فحدث ولا حرج فهي مشهد يومي يتكرر ويثير الحيرة ويدعو إلى التحسر على حال المواطن الجزائري الذي بات يكافح بجهده ووقته ويمكث مطولا لأجل اقتناء الحليب لأطفاله في الوقت الذي يتم فيه تراشق الاسباب حول ازمة وتذبذب توزيع الحليب التي تظهر من وقت لآخر فتلك الطوابير هي مصدر خطر وتفتح الباب لانتقال العدوى بين المواطنين ناهيك عن زحمة الاسواق ومراكز البريد وغيرها من الاماكن العمومية وغياب الكمامة وخرق مسافة الامان وهي كلها اسباب تؤدي إلى ارتفاع منحى الاصابات وتفاقم الخطر. مستشفيات تتشبع بالمصابين تبين أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين يدخلون مستشفيين بمنطقة وهران غير ملقحين ضد كورونا مما يستوجب التركيز أكثر على عملية التطعيم للوقاية من الأشكال الخطيرة للفيروس حسب ما أبرزه البروفيسور صالح للو رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران. وفي تصريح لوكالة الانباء الجزائرية أبرز ذات الأخصائي أن مستشفيي حي النجمة وبلدية الكرمة بولاية وهران المخصصين حصريا للمصابين بكوفيد-19 في حالة تشبع بالمرضى منهم أكثر من 90 بالمائة غير ملقحين ضد الفيروس مضيف: ا نستقبل الكثير من المرضى وفرقنا بمصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية يتنقلون إلى مستشفى النجمة لمد يد العون للفرق بعين المكان الذين يواجهون ضغطا كبيرا وهذا يعكس الوضعية الحرجة الحالية . وأشار إلى أن المناعة المكتسبة بعد تلقي الجرعتين الأوليتين لا تدوم للأبد وأن العلم لم يكشف بعد كل أسرار هذا الفيروس لكننا نعلم أن اللقاحات المتوفرة اليوم تحمينا لمدة لا تتجاوز ستة أشهر. وبالطبع فإن الجرعة الثالثة مفيدة خاصة للأشخاص الهشة . ويقترح البروفيسور للو إجبارية الجواز الصحي وتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح وكذا تلقيح الأطفال الذي تتراوح أعمارهم ما بين من 12 إلى 17 سنة. فرض الجواز الصحي خطوة إيجابية واعتبر أن فرض جواز صحي للدخول إلى جميع الأماكن والفضاءات العامة على غرار قاعات الحفلات والمساحات الكبرى قد يدفع الناس إلى الذهاب لتلقي اللقاح والحماية من الأشكال الخطيرة لكوفيد -19 . كما يتعين تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة لأن هذه الفئة تنقل الفيروس. وحتى لو أصيب هؤلاء الأطفال بأشكال خفيفة بإمكانهم نقل العدوى إلى العديد من الأشخاص وفق السيد للو. وتعد هذه الإجراءات ضرورية -حسب البروفيسور للو- بالإضافة إلى احترام تدابير الوقاية منها ارتداء القناع الواقي وغسل اليدين بانتظام والتباعد الجسدي.