في مواجهة نُذُر غزو روسي.. الرئيس الأوكراني يبعث رسائل سلام وتحد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للحوار والدفاع عن نفسها وطالب حلف شمال الأطلسي ناتو (NATO) بحسم مسألة العضوية. وفي وقت توقعت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تروس حدوث السيناريو الأسوأ الأسبوع المقبل توعد الغرب روسيا بعقوبات مشددة إذا غزت جارتها الغربية. ق.د/وكالات قال زيلينسكي -في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا- إن قواته ستحمي بلاده مهما كان حجم القوات المهاجمة وسواء تلقت دعما دوليا أو لا. ووصف اتهامات موسكو بسقوط قذائف على مناطق روسية بالاتهام السخيف الذي لا أساس له. وأكد أن بلاده مستعدة للبحث عن مفتاح تسوية الصراع وفقا لأي طريقة ممكنة قائلا إن شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا عام 2014- والمناطق المحتلة في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) يجب أن تعود بالطرق السلمية. وفي هذا الإطار أشار الرئيس الأوكراني إلى أنه عرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين اختيار طريقة الحوار التي يرغب فيها والشركاء الذين يريدهم ضمن هذا الحوار وقال إن كييف مستعدة للمحادثات في أي مكان ومع أي طرف. وفي المقابل طالب زيلينسكي الحلف الأطلسي بجدول زمني واضح لانضمام بلاده إلى الحلف وقال إن الغرب سيحمي أمنه بدعم أوكرانيا عسكريا. كما دعا دول أوروبا إلى وقف سياسة الاسترضاء إزاء روسيا كما حث الغرب على أن يفرض من الآن العقوبات التي يلوح بها ضد موسكو معتبرا أنه لن يكون لها جدوى إذا حدث الاجتياح. *توقيت السيناريو الأسوأ وفي كلمة ألقتها في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا قالت وزيرة الخارجية البريطانية إن هناك حاجة للاستعداد لأسوأ السيناريوهات في ظل التهديدات التي تحيط بأوكرانيا. وتوقعت تروس أن يحدث السيناريو الأسوأ بحلول الأسبوع المقبل في إشارة إلى هجوم روسي محتمل. وذكرت أنها كانت في كييف وعاينت تأثير التهديدات الأمنية على أوكرانيا مشيرة إلى أن أوروبا تواجه حاليا خطرا كبيرا يهدد أمنها في ظل الحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا. *عقوبات غير مسبوقة ومن جهتها قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي إن بلادها وحلفاءها سيفرضون عقوبات غير مسبوقة على روسيا إذا غزت أوكرانيا. وأضافت هاريس في كلمة بمؤتمر ميونخ للأمن أعددنا إجراءات اقتصادية ستكون سريعة وقاسية ومتماسكة. سنستهدف المؤسسات المالية الروسية والصناعات الرئيسية . وتابعت أن مواجهة التصعيد الروسي لن تقتصر على العقوبات الاقتصادية وأن الناتو سيعزز الجبهة الشرقية لأوروبا عسكريا مشيرة إلى أن التعزيزات لن تكون للحرب داخل أوكرانيا وإنما للدفاع عن الحدود الشرقية لدول الحلف. كما قالت نائبة الرئيس الأمريكي إنه تم تقديم مقترحات واضحة للحوار بشأن الأزمة الأوكرانية. وكان الرئيس جو بايدن توعد روسيا بعقوبات قاسية في وقت قال البيت الأبيض إن هذه العقوبات ستجعل روسيا دولة منبوذة وتحرمها من الوصول إلى النظام المالي الدولي. *بيان مجموعة السبع وبالتزامن مع ذلك أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التوافق على عقوبات مؤثرة ضد روسيا من قبل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (أمريكاوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) وذلك خلال اجتماع وزراء خارجيتها على هامش مؤتمر ميونخ للأمن. وقال بلينكن إن واشنطن مع شركائها في مجموعة السبع مستعدة لفرض عقوبات شديدة على روسيا إذا اختارت غزو أوكرانيا. وقد عبر وزراء خارجية الدول السبع -في بيان مشترك- عن قلقهم البالغ مما وصفوه بالحشد العسكري الروسي المكثف وغير المبرر قرب أوكرانيا معتبرين أن الحشد الروسي يشكل تحديا للأمن العالمي والنظام الدولي. كما عبر الوزراء عن قلقهم من إمكانية استخدام ما وصفوها ب الحوادث المدبرة ذريعة لتصعيد عسكري محتمل في أوكرانيا. وأكدوا -في البيان المشترك- عزمهم على مواصلة الحوار مع روسيا وقالوا إنهم سيحكمون عليها من خلال أفعالها وإنهم يتوقعون أن تخفض أنشطتها العسكرية قرب أوكرانيا. وجدد وزراء خارجية مجموعة السبع التزام دولهم الراسخ بسيادة أوكرانيا داخل حدودها ومياهها الإقليمية مشيدين بضبط النفس من قبل كييف في مواجهة ما وصفوها بالاستفزازات المستمرة. *عقوبات جاهزة من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن ما وصفها بالعقوبات الصارمة ضد أفراد وكيانات روسية جاهزة في وجه أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا. وأضاف جونسون في كلمته بمؤتمر الأمن في ميونخ أنه لن نسمح لروسيا بابتزاز أوروبا أو تهديد أمنها مجددا داعيا إلى توفير بدائل للغاز الروسي والاستعداد لكل السيناريوهات. من جانبها قالت رئاسة الوزراء البريطانية إن جونسون أكد للرئيس الأوكراني -خلال لقائهما بميونخ- التزام لندن طويل الأمد في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي المستمر. أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فقالت في مداخلتها بالمؤتمر -الذي تغيب عنه روسيا- إن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه في الحلف الأطلسي أعدوا حزمة عقوبات باهظة الثمن إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا مشيرة إلى أن لدى الأوربيين خيارات تتيح لهم الحصول على الطاقة من مصادر بديلة.
واعتبرت فون دير لاين أن العالم يواجه محاولة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي بقيادة روسيا والصين. وفي السياق اعتبر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أن من السذاجة الاعتقاد بأن تلبية بعض مطالب روسيا ستؤدي إلى السلام في أوروبا. وبينما باتت ألمانيا تخشى شللا اقتصاديا بسبب انقطاع محتمل لإمدادات الغاز الروسي شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على أن التصعيد لا يمكن أن يتوقف إلا من خلال الجهود الدبلوماسية مشيرا إلى أنه لا يمكن توقع رؤية تقدم في نتائج الجهود الدبلوماسية بين عشية وضحاها. بدوره قال وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيتش إن روسيا جادة في تهديداتها مضيفا أنه قبل الدبلوماسية يجب التحضير لعقوبات على موسكو وزيادة وجود حلف الناتو شرقي أوروبا. وعلى صعيد الحراك الدبلوماسي أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن استمرار جهود الرئيس رجب طيب أردوغان للجمع بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإيجاد حل للأزمة بين البلدين. *تعزيز وجود الناتو ومع تزايد الحديث عن هجوم روسي محتمل على أوكرانيا قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف مستعد لتعزيز وجوده العسكري في الجناح الشرقي للحلف إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وأضاف ستولتنبرغ -في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونخ للأمن- أن الحلف يسعى لتفادي الصدام العسكري وقد قدم مقترحات مكتوبة لموسكو بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها. واتهم الأمين العام للناتو روسيا بتقديم مطالب تعرف أنها لن تتحقق وطالبها بسحب قواتها من الحدود الأوكرانية مؤكدا أن الوقت ليس متأخرا أمام روسيا من أجل التراجع عن الحرب واختيار المسار السياسي. من جهته أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن -خلال مؤتمر صحفي في ليتوانيا بعد محادثات مع قادة دول البلطيق- أن بلاده ستقف مع حلفائها في دول البلطيق لكنه أعرب عن أمله في أن يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خيار الحرب. وفي السياق دعا الرئيس الليتواني إلى تعزيز أمن دول البلطيق بالقوات الأمريكية. وقال إن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الشرقية للناتو تغير الوضع الأمني. وكانت الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى أرسلت بالفعل في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى وسط وشرق أوروبا بالتوازي مع إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة.