إدمان رغم المخاطر الصحية السكر.. السم القاتل ببُطء حذر مختصون من تأثير تناول كميات كبيرة من السكر أو السم الأبيض كما يسمى على الصحة فحين يتناول الإنسان ما يزيد على حاجة جسمه من السكر يتحول في الكبد إلى دهون ويخزن في الجسم مما يتسبب في الإصابة بأمراض عديدة منها السكري وأمراض القلب والكبد. خ. نسيمة /ق. م لا تستهن بقطعة الشيكولاطة التي تتناولها بين الوجبات ولا بالحلويات التي تتناولها بعد وجبة الغداء الدسمة ولا بملاعق السكر الكثيرة التي تضيفها إلى مشروبك الصباحي اليومي فالكثير من الأطعمة والمشروبات التي تتناولها يوميا دون أن تعي مدى تأثيرها عليك وعلى صحتك قد تصبح سببا حقيقيا في إعاقتك عن التمتع بحالة بدنية جيدة ويؤثر رويدا على صحتك وقوتك وقدرتك على مزاولة حياتك بشكل طبيعي. في نهاية كل يوم يجد الشخص محصلته من السكريات عالية للغاية إذا ما جمعنا كل هذه النسب المتناثرة من الأكلات والمشروبات المسكرة هذا التركيز العالي قد يسبب مشكلات صحية لا حصر لها. ولفت المختصون إلى أن السكر يطيل من عمر الأطعمة فضلاً عن أنه يجعل الطعم أفضل ويربط المستهلك بالسلعة. دق ناقوس الخطر من جهتها نصحت جمعية القلب الأمريكية بالحد من السكريات المضافة التي قدرتها بست ملاعق صغيرة للمرأة ما يعادل 25 غراماً وتسعة للرجل ما يعادل 37 غراماً. كما يُنصح بقراءة متمعنة على وصفات المنتجات فعلبة مشروبات غازية صغيرة مثلاً تحوي على 39 غراماً من السكر وثلاث قطع من حلوى الكوكيز تحتوي على 11 غراماً. وتتفاوت كمية السكر في الفواكه إذ أن 147 غراما من الفراولة تحوي على سبعة غرامات من السكر فيما تحتوي 150 غراما من البطاطا الحلوة على ثمانية غرامات وتحوى 112 غراماً من الأناناس على تسعة غرامات. كذلك تحوي حبتي خوخ وموز بالتتابع على 15 غراماً و17 غراماً فيما تتضمن 126 غراما من العنب الأحمر على عشرين غراماً من السكر والتفاحة والبرتقالة على 24 غراماً للواحدة. ودعا المختصون إلى استبعاد المنتجات التي تزن 100 غرام وتحتوي على 15 غراماً من السكر فضلاً عن استبعاد إضافة السكر في المشروبات كالقهوة والشاي واستبدال المشروبات الغازية بالمياه وتناول الفواكه الطازجة عوضاً عن المعلبة. وينصح الخبراء بإضافة الفواكه كالموز والكرز والفراولة على بعض المأكولات بدلاً من السكر. طريق إلى السمنة يؤدي تناول كميّات كبيرة من السكريات إلى تخزين الطاقة الفائضة عن احتياجات الجسم على شكل دهون كما أنَّ العديد من الأطعمة مثل الشوكولاطة والبسكويت والكيك تحتوي على السكريات والدهون التي تساهم في زيادة الوزن أو السمنة عند تناولها بكميّات كبيرة وذلك لأنَّ الدهون من المغذيات كثيفة الطاقة كما أنَّ العديد من الحلويات المُنتَجة تجارياً تحتوي على مستويات عالية من الدهون المشبعة والتي تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب لذا يُنصح بالحدّ من تناول الدهون والأطعمة الغنية بالسكر. كما يؤدي الاستهلاك المفرط للسكريات المضافة على المدى البعيد إلى حدوث العديد من الاختلالات التي يطلق عليها مصطلح متلازمة التمثيل الغذائي وتتضمن مجموعة من الأعراض التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب وأمراض الكبد. وأظهرت دراسة سابقة أنَّ الاستهلاك المفرط من السكر المضاف يؤدي إلى زيادة خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلى الرغم من أنَّ كيفية تأثير السكر في صحة القلب غير واضحة إلّا أنّ تناول كميات كبيرة من السكر يؤدي إلى إجهاد الكبد وزيادة تراكم الدهون وزيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الالتهابات المزمنة وزيادة الوزن ومرض السكري التي ترتبط جميعها بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية ومن الجدير بالذكر أنَّ الإفراط في تناول السكر يزيد من عوامل خطر الإصابة بالسرطان مثل: السُّمنة وزيادة مقاومة الإنسولين والالتهابات. تعقيدات صحية خطيرة الافراط في تناول السكريات يؤثر في صحة أعضاء الجسم بحيث يمكن أن يحتوي السكر المضاف على نسبة عالية من الفركتوز أو شراب الذرة عالي الفركتوز الذي قد يؤدي ارتفاع مستوياته في الجسم إلى تلف الكبد. يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى زيادة ضخ الإنسولين من البنكرياس بسبب توقف الجسم عن الاستجابة للإنسولين مسبباً توقف عمل البنكرياس وارتفاع مستويات السكر في الدم ممّا يزيد ذلك من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تلف الكلى خاصةً لدى المصابين بمرض السكري إذ تلعب الكلى دوراً مهماً في ضبط مستويات السكر في الدم ضمن مستويات معينة وطرح الفائض منه في البول لذا فإنَّ عدم السيطرة على كميات السكر المُتناولَة قد يقلل من كفاءة عمل الكلى في تصفية الفضلات من الدم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي. يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى زيادة آلام المفاصل بسبب الإصابة بالالتهابات بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. التأثير في صحة الدماغ والذاكرة يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى التقليل من القدرات المعرفية والقدرة على ضبط النفس كما يعطي تأثيراً شبيهاً بالمخدرات في مركز المكافأة في الدماغ مسبباً تأثيرات شبيهة بالإدمان والإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن في وقت لاحق وأظهرت الأبحاث أنَّ الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر المضاف تقلل من عامل التّغذية العصبيّة المستمّد من الدّماغ الضروري لتكوين الذاكرة الجديدة والتعلم. وأشارت دراسةٌ إلى تأثير نقص عامل التّغذية العصبيّة المستمّد من الدّماغ في ضعف التمثيل الغذائي للجلوكوز واحتمالية تأثير نقصه سلباً في الخرف والاكتئاب ومرض السكري من النوع الثاني وفي دراسة أخرى أُجريت على الفئران ظهر أنَّ تناول السكريات بشكل كبير يؤثر في الذاكرة إذ إنَّ تناول النظام الغذائي عالي الدهون والسكر أو السكر السائل يقلل من كفاءة الذاكرة خلال أسبوع واحد كما أنّ التعرض المفرط للسكر المضاف في مراحل النمو خلال الطفولة يؤدي إلى ضعف طويل الأمد في وظيفة الذاكرة المعتمدة في وقت لاحق من الحياة. زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب يسبب تناول الحلوى والكعك زيادة مستويات الطاقة في الجسم وذلك بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بسرعة وبعد انخفاض مستوياته في الدم نتيجة امتصاصه من قِبَل الخلايا قد يسبب ذلك الشعور بالتوتر والقلق كما أظهر تحليل أنَّ تناول المشروبات المحلاة بالسكر قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل بسيط إلّا أنَّ هذه النتائج بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيدها. كما يُعدُّ تسوس الأسنان من أكثر الحالات الصحية انتشاراً حول العالم ويؤدي تناول السكر بكميات كبيرة إلى زيادة خطر الإصابة بتسوس الأسنان خاصةً لدى الأطفال والمراهقين. احذروا هذه الأغذية يوجد السكر المضاف في العدبد من الأطعمة التي يكثر عليها الاقبال يوميا وهي كما يلي: - سكر المائدة والمعلبات والحلويات: يحتوي سكر المائدة والمربى والشوكولاطة والحلويات على جزء كبير من السكر المضاف فمثلاً يحتوي كل 100 غرام من صلصة الشوكولاطة على 57.1 غراماً من السكر وكل 100 غرام من الشوكولاطة العادية على 62.6 غراماً ومن الجدير بالذكر أنَّ تناول السكر يكثُر بين فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 18 سنة. - المشروبات: مثل المشروبات الغازية وعصير الفواكه إذ تحتوي زجاجة المشروب الغازي على ما يعادل 17 مكعباً من السكر كما يحتوي عصير الفواكه الصافي غير المحلّى على نسبة عالية من السكريات إذ إنَّ عملية عصر الفواكه تطلق السكريات الموجودة في الفاكهة وعلى الرغم من أنّ الكوب الواحد أو ما يعادل 150 مليليتراً من عصير الفواكه والذي يشكل حصة واحدة من حصص الفواكه اليومية يحتوي على الفيتامينات والمعادن إلّا أنّ تناول حبة الفاكهة كاملة يكون أفضل. - المخبوزات: مثل البسكويت والكعك والكيك إذ يمكن أن يفضل بعض الأشخاص هذه الأغذية باعتبارها وجبة مشبعة وسريعة إلّا أنَّها غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون ويفضل التقليل من تناول هذه الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان وزيادة الوزن واستبدالها بالمنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة التي تشكل جزءاً من النظام الغذائي الصحي والمتوازن. - منتجات الألبان المنكهة مع السكر المضاف: تُعدُّ منتجات الألبان مثل الجبن والزبادي جزءاً من النظام الغذائي الصحي والمتوازن إلّا أنَّ بعض هذه المنتجات تحتوي على السكر المضاف كالحليب والزبادي المنكّهة والحلويات التي تحتوي على منتجات الألبان مثل المثلجات فمثلاً تحتوي كلّ 100غرام من زبادي الفاكهة على 16.6 غراماً من السكر المضاف وتحتوي الكمية ذاتها من المثلجات على 20.5 غراماً من السكر المضاف. - الصلصات الجاهزة: تحتوي العديد من فواتح الشهية مثل صلصة الطمام والوجبات الجاهزة والمقرمشات على نسبة عالية من السكر المضاف إذ تحتوي كلُّ 100 غرام من صلصة الطماطم على 27.5 غراماً من السكر المضاف والصلصة الحلوة والحامضة على 20.2 غراماً وكريمة السلطة على 16.7 غراماً. قراءة الملصق الغذائي تُعدُّ قراءة الملصق الغذائي من أفضل الطرق لمعرفة المحتوى الدقيق للسكر المضاف في المنتجات المختلفة ويتوفر السكر بعدة أنواع والتي تمتلك أسماء من الممكن عدم معرفة الكثير منها مثل المالتوز أو السكروز بالإضافة إلى شراب الذرة عالي الفركتوز أو دبس السكر أو سكر القصب أو العسل أو مركزات عصير الفاكهة وغيرها ومن الجدير بالذكر أنَّ العديد من مصانع الأغذية تلجأ لاستخدام هذه الأسماء لإخفاء الكمية الفعلية للسكر باستخدام أنواع السكر المختلفة.