مختصون يحذرون من آثارها الوخيمة على الصحة السمنة تتفشى بين الجزائريين.. تعتبر السمنة داء العصر وتهديد خطير للصحة العمومية بالنظر إلى آثارها الوخيمة وهي مشكلة تعاني منها مختلف دول العالم والجزائر ليست في منأى عن الظاهرة التي زحفت إلى المجتمع بمختلف فئاته نتيجة نمط الحياة الخاطئ والتغذية غير الصحية بالإضافة إلى العزوف عن ممارسة الرياضة كخطوة هامة وأساسية في الحفاظ على سلامة البدن ومكافحة السمنة. نسيمة خباجة تُعرَّف زيادة الوزن والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة وهي مشكلة عالمية إذ زادت السمنة في العالم بأكثر من الضعف منذ عام 1980 ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية في عام 2014 كان أكثر من 1.9 مليار بالغ من سن 18 عاماً فأكثر يعانون من زياده الوزن أي بنسبة 39 بالمائة من البالغين. وأكثر من 600 مليون شخص منهم مصابين بالسمنة أي بنسبه 13 بالمائة. في نفس السياق تم مؤخرا بالجزائر العاصمة تنظيم يوم دراسي للتحسيس والتوعية حول المخاطر التي تنجر عن السمنة في الجزائر عشية احياء اليوم العالمي لمكافحة هذه الظاهرة والمصادف ل4 مارس من كل سنة. آثار وخيمة على الصحة بالمناسبة حذر رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي البروفيسور رشيد مالك من ارتفاع نسبة السمنة في أوساط المجتمع خلال السنوات الاخيرة مشيرا إلى أن وزارة الصحة بصدد إعداد دليل للتكفل بهذه الظاهرة لما لها من آثار سلبية على الصحة العمومية وأضاف البروفيسور رشيد مالك استنادا إلى دراسة أعدتها وزارة الصحة بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة بالجزائر سنة 2017 أن ارتفاع السمنة في أوساط المجتمع الجزائري بلغت نسبة 23 بالمائة لدى الجنسين مشيرا إلى أنه من بين العوامل التي ساهمت في ارتفاع هذه الظاهرة التغذية غير السليمة في ظل تخلي المجتمع الجزائري عن التغذية التقليدية واتباع التغذية العصرية المتمثلة في الوجبات الدهنية والمليئة بالسكريات وكل المكونات التي تساعد على ارتفاع الوزن إلى جانب عوامل وراثية وأخرى تتسبب فيها بعض انواع الادوية التي يتناولها المرضى . و للتخفيض من هذه الظاهرة التي تتسبب في الاصابة بعدة أمراض من بينها السكري وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب دعا ذات الاخصائي إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس خاصة اتجاه فئة الشباب التي تقبل على استهلاك الوجبات السريعة الغنية بالسكريات والدهنيات إلى جانب التشجيع على ممارسة النشاط الرياضي لجميع فئات المجتمع لما للرياضة من فوائد صحية. أسباب وراء السمنة إن السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها الشخص. وللسمنة أسباب وعوامل متعددة منها: - عوامل وراثية فالوراثة تلعب الدور الكبير اذا ما كانت البدانة لدى كلاً من الأبوين قد تبلغ نسبة احتمال السمنة 80 بالمائة بينما لو كان احد الابوين مصاباً بها فتنزل لتصل 10 بالمائة. - خلل واضطرابات هرمونية مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية أو الغدة النخامية أو انخفاض الهرمونات الذكورية والانثوية كل هذا يؤدي إلى السمنة. - عدم الالتزام بالعادات الغذائية الصحيحة من تنظيم الوجبات اليومية والتنويع والتوازن بين جميع المجموعات الغذائية حتى لا تطغى مجموعة على الأخرى. - قلة الحركة وزيادة في الخمول البدني بسبب قلة النشاط لأسباب كثيرة منها طبيعة العمل المكتبي و الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية خصوصاً من قبل الصغار والميل إلى استخدام السلالم الكهربائية والمصعد وجهاز التحكم عن بعد. - تلعب العوامل النفسية دورا في الاصابة بالسمنة خصوصاً بين السيدات فحين تتعرض الأنثى لمشاكل نفسية قاسية تلجأ إلى التعويض عن طريق التهام الكثير من الطعام. كما يمكن لبعض الادوية أن تسبب زيادة في وزن المريض مثل الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون أو مشتقاته. مضاعفات خطيرة تُعتبر زيادة مؤشر كتلة الجسم عاملاً رئيسياً من عوامل الخطر التي تؤدي للاصابة بالأمراض المزمنة مثل: - المتلازمة الاستقلابية ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المقام الأول). - الاضطرابات العضلية الهيكلية في العظام والمفاصل (وخصوصاً الفُصال العظمي وهو مرض يصيب المفاصل ويسبّب العجز إلى حد بعيد). - بعض أنواع مرض السرطان (سرطان الغشاء المبطن للرحم وسرطان الثدي وسرطان القولون). - مشاكل تصيب الجهاز الهضمي مثل سوء الهضم وزياده حموضة المعدة والارتجاع المريئي وتكوين بعض الحصوات. - مشاكل مرتبطة بالتنفس والرئة وانقطاع النفس خلال النوم وبالتالي عدم اخذ الاوكسجين الكافي ما يؤدي إلى خلل في جميع اجهزه الجسم على المدى البعيد. - بالنسبه للسيدات زياده الوزن تؤدي إلى خلل في الهرمونات وانخفاض في الخصوبة وقد تمنع الحمل وقد تسبب في صعوبات في الولادة. - الاضطرابات النفسية الناجمة عن البدانة والتي تدفع الشخص للميل إلى العزلة والاصابة بالاكتئاب والمشاعر السلبية. نصائح للوقاية من السمنة يمكن إلى حد بعيد الوقاية من زيادة الوزن والسمنة ومن الأمراض المزمنة المرتبطة بها وتلعب البيئات والمجتمعات المحلية الداعمة دوراً رئيسياً في تحديد معالم اختيارات الناس للاغذية وذلك بتوفيراختيارات صحية أكثر للأغذية وبأسعار مناسبة. وتبقى الوقاية على المستوى الفردي الخطوة الأولى لمنع زيادة الوزن أو زيادة المضاعفات والأمراض المرتبطة بالبدانة. ومن الوسائل المتاحة للتخلص من الوزن الزائد في العصر الحالي نذكر منها -الجراحة : يتم اللجوء اليها كحل أخير وفي الحالات المتقدمة التي تشكل فيها السمنة خطراً كبيراً على حياة الشخص ويكون فيها مؤشر كتلة الجسم أعلى من 40 كغ/ م2 مع الاصابة بواحد من الامراض المصاحبة للسمنة كالسكري أو امراض القلب وغيرها وتقسم جراحات السمنة إلى انواع عديدة وبالطبع جميعها لا تخلو من الآثار الجانبية والسلبية العائدة على الصحة ومنها نذكر ما يلي : ربط المعدة قص المعدة ربط الفكين. - استخدام بالون المعدة استئصال جزء من الامعاء شفط النسيج الدهني. - الأدوية : نوع يعمل على منع امتصاص المواد الغذائية في القناه الهضمية وتسريع طرحها عبر التغوط. - نوع يعمل على التاثير على مراكز الشهية في الدماغ وتثبيطها. - الاعشاب الطبية : لقد انتشر استخدام الاعشاب الطبية بشكل كبير لتخفيض الوزن مثل: الشاي الاخضر الزنجبيل بذور الكتان اوغيرها وهنالك عدة طرق تعمل بها الاعشاب لتخفيف الوزن وفي علاج السمنة وحرق الدهون ومنها : - اعشاب تعمل على زيادة سرعة عمليات الأيض في الجسم الهدم والبناء وبالتالي زيادة عملية حرق الدهون في الجسم وايضها. - بعض الاعشاب نتيجة زيادة نسبة الألياف الغذائية فيها تعمل على امتلاء المعدة وزيادة الاحساس بالشبع وبالتالي تقليل كمية المواد الغذائية والسعرات المستهلكة لاحقا ولكن يجب الانتباه عند استخدامها إلى مراعاة ما اذا كنت تعاني من اي تاريخ صحي مرضي أو اي مشكلة طبية فيفضل الرجوع للطبيب المختص واستشارته قبل استخدام اي نوع من اعشاب تخفيف الوزن. - الحمية الغذائية: تنتشر الحميات والانظمة الغذائية على الشبكات الاجتماعية وفي الاسواق وعلى الانترنت ولكن هذه الحميات ذات الاغراض التجارية قد لا تناسب الجميع بل بالعكس فقد تعود بالخطر على الصحة وخاصة اذا تم الالتزام بها لفترة طويلة والبعض منها قد ينقص الوزن ولكنها تسبب المخاطر سواء على المدى القصير أو الطويل ولهذا ينصح بضرورة استشارة الطبيب المختص في التغذية قبل استخدام أو تطبيق أي نوع من أنواع الحميات الغذائية. - تغيير السلوك ونمط الحياة: من أنجح وأفضل الطرق التي توصل اليها العلم بعد التجارب الكثيرة وهي تعتبر الحل الامثل في علاج السمنة حيث يتم اتباع حمية غذائية تحت اشراف اخصائي تغذية واتباع نمط الحياة الصحي والملائم فهناك العديد من السلوكيات الغذائية الصحية التي لو التزمنا بها في حياتنا مثل: تناول وجبة الافطار كوجبة اساسية وعدم اهمالها والابتعاد عن الاطعمة الغنية بالدهون المهدرجة والوجبات السريعة وزيادة حصصنا الغذائيه من الخضر والفواكه إلى جانب استبدال السكريات البسيطة والنشويات بالحبوب الكاملة. و شرب لترين من الماء يومياً وكذا تناول الحصص اليومية اللازمة والقيام بالنشاط البدني الملائم وجعل كل هذا عادات يومية محببة للكبار والصغار واذا ما تم ذلك فان الكل سيضمن الوصول إلى الأهداف الصحية وليس فقط المتعلق بموضوع الوزن وانما ايضا الوقاية من الامراض المزمنة والأمراض المرتبطة بالبدانة.