في السنوات الأخيرة أصبحت السمنة ظاهرة في المجتمع الجزائري، بما في ذلك عند الأطفال المتمدرسين الذين باتوا يعانون من زيادة الوزن أو البدانة. وتعرف السمنة بالتراكم غير الطبيعي أو المفرط للدهون في الجسم، والتي تضر بالصحة. ومن الأهمية بما كان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الوضع، لأن هؤلاء الأطفال هم أكثر من غيرهم عرضة ليصبحوا في المستقبل يعانون من مشكلة السمنة. ومن بين العوامل التي تساهم في زيادة الوزن عند الأطفال في سن التمدرس التغذية السيئة التي لها علاقة بالصناعات الغذائية الحديثة والوجبات السريعة والجاهزة، والإعلانات والإشهار عن الأغذية والمشروبات إلى جانب قلة النشاط البدني، وعدد الساعات التي يقضيها هؤلاء الأطفال في مشاهدة التلفزيون أو الكمبيوتر. علما بأن زيادة الوزن والسمنة لهما مضاعفات على صحة الطفل، حيث يكون الأطفال أكثر عرضة في المستقبل لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وهشاشة العظام، وحتى لبعض أنواع السرطان، كما أن السمنة وزيادة الوزن يمكن أن تؤثر أيضا على الصحة النفسية للطفل. ولمعالجة السمنة أو زيادة الوزن لدى الطفل فإنه من غير المستحسن وضع الطفل تحت نظام حمية خاص (ريجيم)، لأن الطفل في مرحلة مهمة لنموه والقيود الغذائية الصارمة جدا يمكن أن تعرض الطفل للخطر الصحي، كما أن حرمان الطفل من الطعام يمكن أن يكون له أيضا عواقب على العلاقة مع والديه، وقد يؤدي كذلك لتناول الطعام بشكل كثير عندما تتاح له الفرصة، ومع ذلك يجب السيطرة على الموقف في أقرب وقت ممكن وتحقيق الاستقرار في وزن الطفل، وذلك من خلال تبني نمط حياة وسلوك غذائي صحي يمكنه من أن يكون نموه سليما. ومن بين الحلول لذلك تجنب مفهوم “ممنوع” وتشجيع استهلاك الأطعمة المختلفة من الفواكه أو الخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات، والتقليل قدر الاستطاع من الأغذية الدهنية أو الأطعمة السكرية، والحد من عصير المتاجر أو المشروبات السكرية والاكتفاء بكوب صغير في اليوم الواحد والانخراط في النوادي الرياضية لتشجيعه على الحركة أكثر، وينصح بتقليل عدد الساعات في مشاهدة التلفزيون. ومن أجل نتائج إيجابية لمعالجة مشكل السمنة عند الطفل من الأفضل إجراء هذه التغييرات تدريجيا وليس فجأة لتصبح دائمة وعادات جديدة.