اشتباكات مسلحة للصراع على الحكومة العنف يعود إلى ليبيا.. شهدت العاصمة الليبية طرابلس أمس الثلاثاء اشتباكات بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى داعمة لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته. ق.د/وكالات قال مكتب باشاغا ان هذا الأخير اضطر لمغادرة المدينة بعد الاشتباكات التي أثارتها محاولة دخوله العاصمة إثر تعرض مقر كتيبة النواصي التي استقبلته لهجوم مسلح. وقد أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية أن من وصفتها ب مجموعة مسلحة خارجة عن القانون حاولت التسلل إلى العاصمة لإثارة الفوضى باستخدام السلاح. وأفادت الوزارة في بيان لها بأن الأجهزة العسكرية والأمنية تعاملت بإجراءات حازمة ومهنية بمنع هذه الفوضى وإعادة الاستقرار للعاصمة مما أدى إلى فرارها من حيث أتت . وذكرت أن هذه العملية الصبيانية المدعومة بأجندة حزبية قد تسببت في أضرار بشرية ومادية ما زالت أجهزة الدولة تعمل على حصرها ومعالجتها مشددة على أنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المس بأمن المواطنين وسلامتهم وستطارد كل المتورطين في هذا العمل الجبان مهما كانت صفاتهم . وقد أجرى الدبيبة جولة تفقدية في شوارع طرابلس إثر انتهاء الاشتباكات وفق ما نقلت مصادر إعلامية محلية. *تحركات واشتباكات وكانت مصادر قد كشفت أن الاشتباكات التي تمت بأسلحة متوسطة وخفيفة بالعاصمة تركزت بمنطقة طريق الشط بالقرب من مقار تابعة لكتيبة النواصي التي أعلنت عن تأمين باشاغا ومناطق نفوذها بهدف إجبارها على تسليم مقارها ومنع الحكومة الجديدة من استلام أي مقار لممارسة مهامها من طرابلس. وأفادت الوكالات أن المدينة شهدت تحركات لمركبات مسلحة وسماع إطلاق نار متقطع في عدة أحياء منها خاصة منطقتي المنصورة وجزيرة سوق الثلاثاء. كما أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ما بدت أنها اشتباكات مسلحة وسط طرابلس وفي الميناء. وكرد فعل لمنظمة الأممالمتحدة دعت ستيفاني وليامز المبعوثة الأممية إلى ليبيا إلى ضبط النفس وحماية المدنيين بعد ورود تقارير عن وقوع اشتباكات. *فوضى سياسية يشار إلى أن البرلمان شرق ليبيا عين في فيفري الماضي وزير الداخلية السابق باشاغا رئيسا للحكومة. ويحظى هذا البرلمان بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي حاولت قواته السيطرة على العاصمة عام 2019. لكن باشاغا فشل حتى الآن في الإطاحة بحكومة الدبيبة الذي شدد مرارا على أنه لن يسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة. وقد غرقت ليبيا في فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أعقاب انتفاضة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 2011 وباتت البلاد تعيش انقساما بين حكومتين موازيتين بالشرق والغرب في ظل انعدام للأمن. كما أصبح إنتاج النفط -المصدر الرئيسي للعائدات- رهينة للانقسامات السياسية عبر سلسلة عمليات إغلاق قسري لمواقع نفطية حيث تطالب المجموعات التي تقف وراءها وهي مقرّبة من معسكر الشرق بنقل السلطة إلى باشاغا وتوزيع عائدات النفط بشكل أفضل.