أكد الطب الحديث أن الصيام عبادة لها العديد من الفوائد الصحية، فقد أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام. عن ذلك يقول الدكتور سمير سامي اختصاصي التغذية وعلاج السمنة ” يمكن اعتبار شهر الصيام أكثر أطباء التغذية نجاحا في التأثير على الوزن، باعتبار الصيام الصحيح يؤدي إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات لا غير أو بقليل من الماء ثم يقوم إلى الصلاة، وهذا الهدي هو خير هدي لمن صام عن الطعام والشراب ساعات طوال، فالسكر الموجود في التمر يشعر الإنسان بالشبع لأنه يمتص بسرعة إلى الدم، وفي نفس الوقت يعطى الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد . أما لو بدأت طعامك بعد جوع بأكل اللحوم والخضراوات والخبز فإن هذه المواد تأخذ وقتا طويلا كي يتم هضمها ويتحول جزء منها إلى سكر يشعر الإنسان معه بالشبع، وفي هذا الوقت يستمر الإنسان في ملء معدته فوق طاقتها توهما منه أنه ما زال جائعا، ويفقد الصيام هنا خاصيته المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة، بل يصبح وبالا على الإنسان حيث يزداد معه بدانة وسمنة، وهذا ما لا يريده الله تعالى لعباده بالطبع من تشريعه وأمره لعباده بالصوم. يتابع د. سمير: لتوضيح ولفت الانتباه إلى علاقة الغذاء ببعض الأمراض فقد أصدرت لجنة التغذية والاحتياجات الإنسانية المنبثقة من مجلس الشيوخ الأميركي 7وصايا شاملة ببعض الأمراض منها ضغط الدم والسكري والسرطان والسمنة، وتتمثل هذه التوصيات كما يقول الدكتور” تناول السعرات التي يحتاجها الجسم فقط وذلك لتجنب الزيادة في الوزن بسبب الإفراط في تناول السعرات، مع زيادة تناول الكربوهيدرات المعقدة والسكريات الطبيعية بحيث تمد الجسم بحوالي 48% من احتياجات السعرات الكلية في اليوم، حفض استهلاك السكريات المكررة والمصنعة إلى حوالي 10% من السعرات الكلية في اليوم، تقليل الاستهلاك الكلى للدهون إلى حوالي 30% من السعرات الكلية المتناولة يوميا.وتقليل تناول الدهون المشبعة إلى حوالي 10% من السعرات الكلية المتناولة يوميا وموازنة ذلك مع الدهون غير المشبعة الأحادية والدهون غير المشبعة المتعددة بحيث يمد كل واحدة منها في الجسم بحوالي 10% من السعرات الكلية المتناولة يوميا، وخفض تناول الكوليسترول إلى حوالي 300 مليغرام في اليوم، أيضا لابد من خفض تناول الملح إلى أقل من خمسة غرامات في اليوم. ولتحقيق التوصيات السبعة التي أصدرتها لجنة أميركية، يوضح الدكتور سمير” لابد من الاهتمام بزيادة المتناول من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، تقليل تناول الأغذية المكررة والسكريات المصنعة والأغذية الغنية بالسكر، وتقليل تناول الأغذية الغنية بالدهون والزيوت وعمل إحلال جرئي للدهون المشبعة، الحد من تناول الدهون الحيوانية واختيار اللحوم الحمراء الصافية والدواجن والأسماك مما يقلل من كمية الدهون المشبعة المتناولة، وإحلال الحليب ومنتجات الحليب الخالية من الدهن أو قليلة الدهن مكان الحليب أو منتجات الحليب الكاملة الدهن، الحد من تناول دهن الزبدة والبيض والأغذية الغنية بالكوليسترول، خفض تناول الملح والأغذية الغنية بالملح “. وللوصول لحياة غذائية سليمة وتنفيذ جيد ينصح الدكتور” يجب استشارة اختصاصي تغذية وعلاجية للمساعدة وتقييم الحالة ومراعاة الفروق الفردية التي تختلف من شخص لآخر والمساعدة في التوجيه المناسب لبنية الجسد والوضع الصحي والعمر والطول المناسب لنوعية النشاط البدني، وكذالك احترام الرغبة المزاجية والعادات والتقاليد الغذائية”.