قال استشاري أمراض القلب في مستشفى البشير بالأردن، الدكتور فخري العكور، أن الجوع أثناء الصيام يحرك الأجهزة الداخلية لجسم الإنسان لاستهلاك الخلايا الضعيفة وإنتاج خلايا جديدة ذات حيوية ونشاط. وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان الدراسات العلمية والأبحاث الطبية الحديثة، أثبتت أن جسم الإنسان بحاجة إلى عملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة والزائدة عن حاجته والتخلص من كثير من السموم والمواد الضارة كالكولسترول والدهون الثلاثية وحامض البوليك والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية والأورام السرطانية في بداية تكوينها. كما لفت الانتباه إلى أن الطب الحديث يعترف بأن الصيام عملية فسيولوجية يجب على الجسم القيام بها بين الحين والآخر، حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة عالية و" أنه ضروري لصحة الإنسان تماما مثل الأكل والتنفس والحركه والنوم ".. مستدلا بالآية الكريمة في قوله تعالى (وأن تصوموا خير لكم). وأكد أن العلماء أثبتوا "أن نظام الصيام الذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات من تناول الطعام والشراب، هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء". مشيرا إلى أن الصيام يعتبر فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها ويعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة إذ يأتي دور الصيام في مكافحة داء السكري. وأشار العكور إلى أن الصيام أقدر نظام وأرخصه على الإطلاق لإنقاص الوزن ومكافحة السمنة، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام وقت الإفطار بحيث يستمر الإنسان بهذا الاعتدال بعد شهر رمضان. وذكر بفائدة الصيام للقلب والشرايين، إذ ان فترة الصيام تؤدي إلى استهلاك الدهون من قبل جسم الإنسان والى نقص في مستوى الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم وتناقصها في الكتل الدهنية المترسبة على الأسطح الداخلية للشرايين، وخاصة الشرايين التاجية في القلب، ما يعني انخفاضا في معدل انسداد الشرايين وحصول الجلطات القلبية والدماغية التي أصبحت تحصد ملايين الأرواح في كل أنحاء العالم.كما تطرق العكور إلى الفوائد العديدة للصيام وأهمها راحة الجهاز الهضمي بأكمله ابتداء من الفم وانتهاء بالقولون، حيث ترتاح المعدة من إفراز المواد الهاضمة من أحماض وغيرها، ويرتاح الكبد من إفراز المواد المختلفة التي تشترك في عملية الهضم مثل العصارة الصفراوية، كما يتخلص من مخزون الدهون والنشويات والسموم.وقال أنه لما كان الصيام ليس امتناعا عن الطعام والشراب فقط، وإنما عن العادات السيئة والسلوكات السلبية، فإنه يساعد على تربية النفس على الصبر وتجنب التوتر والتعامل بالحسنى مع الناس.