* مهازل متواصلة "للخُضر" والأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية يبدو أن الاحتراف الذي أقرّته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم منذ الموسم الماضي وألزم به فرق النّخبة بتقسيمها إلى درجتين احترافيتين الثالث لهما لم يكن ليرفع من مستوى اللّعبة في الدوري المحلّي، كما لم يمنح الفرق (المحترفة) هيبة عمالقة أندية القارّة السمراء خاصة في قسمها الشمالي، بعد النتائج (الهزيلة) جدّا التي تحصّل عليها ناديا مولودية الجزائر وشبيبة القبائل في مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي (الكاف)، على التوالي، حيث توالت الهزائم عليهما· في مثل هذه الأيّام من العام الماضي وبعد عودة منتخبنا من مونديال جنوب إفريقيا، أطلّ علينا رئيس الاتحادية محمد روراوة في مختلف القنوات الإذاعية وفي جلّ العناوين الصحفية وهو يقول (بشرى للكرة الجزائرية، لقد دخلنا عالم الاحتراف، وسيكون لكرتنا شأن كبير في المستقبل)· لكن ماذا جنينا من الاحتراف؟ الجواب بسيط جدّا جنينا فقط المهازل والكوارث، إقصاء المنتخب الوطني من بلوغ أمم إفريقيا المقبلة 2012، خروج شباب باتنة في الدور التصفوي الأوّل لكأس (الكاف)، نتائج لم نجد لها تفسير لفريق شبيبة القبائل في منافسة كأس (الكاف) ومولودية الجزائر تحوّل إلى أرنب مجموعته في دوري أبطال إفريقيا ونجوم منتخبنا يهاجرون كما تهاجر طيور اللقلق إلى الخليج طمعا في المال. أمّا محلّيا فحدّث ولا حرج، أندية تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، لاعبون يباعون ويشترون كما تباع الأغنام في سوق الماشية وبزنسة على المكشوف واتّهامات خطيرة للحكّام وأصحاب القرار يواصلون مشاهدة مسرحية عادل أمام (شاهد ماشافش حاجة) وكأن بهم يقولون (تخطي راسي)· ** مولودية الجزائر.. رباعية الوداد وثنائية الأهلي والقادم "ربّي يستر" في دوري أبطال إفريقيا لم يتمكّن فريق مولودية الجزائر الملقّب بعميد الأندية في الجزائر إلى غاية اليوم الثالث من المسابقة من مجاراة النّسق العالي الذي فرضته باقي الأندية المشكّلة للمجموعة الثانية، وهي كلّها من شمال إفريقيا، ويتعلّق الأمر بالترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري والوداد البيضاوي المغربي، حيث لم يصمد (العميد) أمام قوّة، صلابة وخبرة هؤلاء فانهار تاركا المبادرة أمام منافسيه، حيث لم يجن الفريق سوى نقطة وحيدة رمت به إلى المركز الأخير في جدول الترتيب العام للمجموعة الثانية. وهي النقطة التي جناها بشقّ الأنفس لدى استقباله للترجي التونسي في افتتاح دور الثمانية (دور المجموعات) على ملعب 05 جويلية الأولمبي الذي يمثّل معلما كرويا ورمزا ارتبط اسمه بإنجازات الجزائر الكروية،خاصّة في السبعينيات والتسعينيات، بينما لم يصمد ممثّل الجزائر أمام قوّة وعزيمة الوداد البيضاوي المغربي، حيث سقط برباعية كاملة أعادت إلى أذهان متتبّعي الكرة في الجزائر· وكان بإمكان الفريق الأكثر شعبية في الجزائر أن يحرز نتائج أفضل من التي اكتفى بها إلى حد الآن لو أن إدارته اتّسمت بالحكمة اللاّزمة والاحترافية الحقّ وأعطت المسابقة حقّها من الجدّية في التحضير وانتداب أفضل اللاّعبين في سوق التحويلات الصيفية، فضلا عن انتداب مدرّب بإمكانه إضافة اللّمسة التكتيكية التي يجابه بها القوّة التكتيكية لمدرّبين كبار كالتقني البرتغالي ايمانويل جوزيه والفرنسي دوكاستيل، حيث شكّل إسناد العارضة الفنّية للفريق إلى مدرّب (عديم الخبرة والتجربة محلّيا) صدمة قوّية في نفوس محبّي الفريق الذين تأكّدوا من خلف هذا القرار (العشوائي) استحالة ظهور زملاء المدافع رضا بابوش بوجه مشرّف يحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية إفريقيا، ناهيك عن نزيف حادّ عاشه عميد أندية كرة القدم الجزائرية في صفوف لاعبيه بمغادرة أبرز الركائز إلى وجهات مختفلة. حيث (فرّ) كلّ من الحارس زماموش وزملاؤه بوشامة، بدبودة، مقداد ودراف· وكل هؤلاء ساهموا مساهمة فعّالة في تتويج المولودية بلقب الدوري الجزائري الموسم قبل الماضي، ليجد الفريق نفسه في وضعية تعكس مدى (ارتجالية وعشوائية) القرارات المتّخذة من قبل مسيّر أو اثنين لا ثالث لهما، في حين ذهبت قرارات اتحاد الكرة بضرورة تأسيس مجالس إدارية تتولّى تسيير الفرق الكروية أدراج الرّياح، تاركة المجال لكلّ من هبّ ودبّ للتحكّم في تسيير أموال تقدّر بالملايير من عائدات الإشهار والسبونسورينغ· ** شبيبة القبائل .. أضحوكة مجموعته في كأس "الكاف" في المسابقة الثانية المتعلّقة بكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سار فريق شبيبة القبائل مسير مواطنه المولودية، ولم يكن حاله أفضل منه عندما اكتفى بتسجيل هدف وحيد منذ انطلاق دور الثمانية متكبّدا ثلاثة هزائم من مجموع ثلاث مباريات كاملة لعب اثنتان منها على أرضه في الجزائر· على الرغم من تأكيد مسؤولي النّادي القبائلي أن فريقهم لم يحدّد هدفا معيّنا من المشاركة في المسابقة، إلاّ أن الوجه الذي ظهر به ذوو اللونين الأخضر والأصفر منذ انطلاق دور المجموعات وتكبّده ثلاث هزائم متتالية، جعلت المتتبّعين مقتنعين بأن الفريق الذي كان يضرب به المثل في الجدّية والانضباط والتنافس على الألقاب المحلّية والقارّية طيلة العقود الماضية قد أصابته عدوى أقرانه من أندية الجزائر، والأكثر من ذلك أنه أصبح فريقا عاديا يخسر داخل ميدانه كما لو كان خارجه، وهو الذي يعدّ من خيرة أندية إفريقيا تتويجا محلّيا وقارّيا رفقة الترجي التونسي والأهلي والزمالك المصريين والرجاء والوداد المغربيان· بدأت الشبيبة دور المجموعات بتلقّي هزيمة على يد مضيفه المغرب الفاسي المغربي بهدف وحيد وسجّل في اللّحظات الأخيرة للمواجهة، مع تقديم وجه محترم من طرف الممثّل الجزائري وهو ما ترك الانطباع بأن الشبيبة ستقول كلمتها بالمرور على الأقل إلى دور الأربعة. غير أن توالي الهزائم أمام سان شاي النيجيري (1-2)، وموتيما بيمبي الكونغولي (0-2 )، فتح أعين محبّي الفريق ومتتبّعي الكرة في الجزائر على الوضع الذي آل إليه (الكناري) كما يحلو لأنصاره تسميته، في حين قلّل الرجل الأوّل في الفريق محند شريف حناشي من وضعية فريقه بالقول إن المنافسة الإفريقية لم تكن من الأوّل هدفا للفريق، معتبرا إيّاها تحضيرا فقط للدوري المحترف الذي من المقرّر أن ينطلق في العاشر من الشهر القادم، مبرّرا عدم التنافس على اللّقب القارّي· ** المنتخب الوطني الأوّل.. رباعية المغرب تضع "الخُضر" خارج أمم إفريقيا المقبلة الهزيمة التاريخية النّكراء التي تكبّدها (الخُضر) على يد المنتخب المغربي قبل أشهر قليلة واتّفق على تسميتها بمهزلة مراكش، تأتي في سياق الواقع المرّ الذي آلت إليه الكرة الجزائري، واقع حتى وإن بدا للجميع قاتما إلاّ أن أصحاب دواليب القرار يواصلون التغنّي بأمجاد هذا المنتخب ببلوغه مونديال جنوب إفريقيا، متناسين أنه فور تأهّل (الخضر) إلى العرس العالمي بدولة نيلسون مانديلا كان أشبال الشيخ رابح سعدان قد تجرّعوا مرارة الخسارة أمام المنتخب المصري برباعية كاملة في نصف نهائي أمم إفريقيا بأنغولا. وبعد هذه النتيجة غابت الانتصارات من (الخضر) لمدّة فاقت السنة، فبين فوزه ما قبل الأخير على كوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدفين في ربع نهائي أمم إفريقيا بأنغولا والفوز الصغير جدّا على المغرب بملعب عنابة أكثر من 15 شهرا، وعلى مدار هذه المدةّ خاض المنتخب الوطني العديد من المباريات فشل في تذوّق طعم الفوز، الى درجة أن منتخبا بحجم تنزانيا استطاع أن يفرض التعادل على زملاء زيّاني في ملعب البليدة مطلع شهر سبتمبر الماضي، لتأتي الخسارة المدوّية أمام منتخب مغمور جدّا اسمه إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر. وحتى وإن فاز في مواجهته الثالثة على المغرب بعنابة بهدف لصفر، إلاّ أن المواجهة الرّابعة تحت إشراف المدرّب عبد الحقّ بن شيخة أعادت منتخبنا إلى نقطة الصفر بتلقّيه لهزيمة نكراء توقّفت عند الهدف الرّابع دون أن يسجّل منتخبنا ولو هدفا واحدا· ** النّوادي الجزائرية.. أموال بالشكارة" دون حسيب ولا رقيب ونختم موضوعنا هذا بالحديث ولو باختصار شديد عن واقع الأندية الجزائرية، فحتى وإن كان جميع رؤساء هذه الأندية يشتكون من قلّة الدّعم المالي التي تقدّمه الدولة، إلاّ أن الواقع على الميدان يفنّد كلّ هذه الادّعاءات بدليل أن الأموال التي تمنح للاّعبين توزّع وللأسف دون حسيب ولا رقيب. فهل يعقل بلاعبين لا مكانة لهم في البطولة الفرنسية الهاوية يحصلون على ملايير السنتيمات؟ وللحديث بقية·