بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* عبرنا سابقا أننا غاضبون من زيارة ماكرون لأرض الشهداء وهو تعبير شرعي ومشروعي و فرض علينا التعبير عليه لأن الوطنية مواقف وتضحيات ونزول للميدان للسير فوق الألغام والناس نيام الوطنية ليست نفاق ولا تطبيل حين تسكت أصوات الحق الوطنية أن نحدد موقفنا وقت الصراع وتكالب الأحداث وليس مسك العصا من المنتصف عسانا نظفر بامتياز فنحن لسنا من طينة الذي يحبون الكلام من أجل الكلام ولا من طينة من تكتب لتظهر أنها سايرت النفاق السياسي العالمي في الوقت الذي نامت فيه جموع الجزائريون لكن قلوبهم لا تنام وغضبهم لم يعد يتطلب حراكا وخروجا للشارع ورفع الشعارات والصياح بأعلى صوت : تتنحاو قاع لأن العقل الجزائري فهم قواعد اللعبة العالمية وما يحاك للغالية الجزائر صحيح تم ترويض المواطن أن يهتم بما يقتاته يوميا لكنه ذكي وسط شعوب العالم العربي المروضة هي الأخرى المواطن الجزائري مزيج من الصلابة في الغضب و الحكمة في التأني لأن التجارب السابقة من عشرية سوداء وضربات أحدات اكتوبر 1985 علمته أن لا يثور لأي استفزاز علمته أن الجزائر قبل كل شيء وهضم فكرة أن تتنازل على حقك في سبيل الجزائر صارت التضحية منوال بلا كلام وصار الخوف على الوطن وجبة وعي فكري على الجزائري أن يغذي بها عقله كل صباح باختصار لم يعد من السهل التحكم في العقل الجزائري لأنه شارد في حب الجزائر وغير لاه بما يروج له من الغناء واللعب بالكرة الجلدية يعني كسابق عصره يحب كرة القدم لأنها ملهية منفسة عن ضغوط الحياة وارتفاع أسعار المعيشة بل صار يحبها لأنها تحمل علم الجزائر خارج الجزائر ودوي الجزائر ان صرخ في وجه الطغاة والأعداء فهذا معناه حذاري من المساس بذرة غبار من تراب أرض الشهداء. *هذه جزائرنا كثيرون كانوا يتصيدون الأخطاء البروتوكولية على اثر زيارة الرئيس الفرنسي لضرب مصداقية الرجال في سهرهم وتعبهم لكن بعض الأقلام تصحح بارتجالية استباقية أن أحفاد الشهداء ساهرون هم أيضا وحاضرون بالمراقبة عن بعد وماكان من خلافات وسوء تفاهم فيما بيننا كجزائريين نتفاهم عليها في جلسة شاي أو قهوة على ضفاف أنهار الجزائر أو على مسارح احدى غاباتها أو شواطئها و ذاك الشاي أو القهوة يكون تحضيرها على نار هادئة لتهدئة الأعصاب المشدودة فالجزائر ترفض سماع ضجيج المتخالفين فيما يحدث على أرضها لأن الضريبة المدفوعة كانت دما ولم تكن ماء ولذلك تدرب الحكماء الجزائريون أن يتركوا الفرصة للدفاع عن الجزائر ومن هنا يمكننا القول أن تحصين الجبهة الداخلية قد بدأ ويمكنني الاشارة الى زمانها منذ زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الى أرضنا لذلك تدخلنا كان في وقته وتدخل باقي الوطنيين أيضا فالتأهب لا يحتاج لأن يتلقى العقلاء اشارة بالانطلاق لأن الحليب الذي رضعوه من صدور أمهاتهم كانت تركيبته كافية لأنه يكون اللبيب فيهم حاضرا وبقوة. عن القيادة الجزائرية الرشيدة سأتكلم ولن أميل كفة قلمي للمدح بل للقول أن فنيات التحكم في دواليب اللعبة السياسية وضحت شموخ هذه القيادة التي تنأى عن الكلام حين تبدأ الأبواق بالنعيق وتنأى عن الشرح حين يكثر التفلسف للايقاع بالجزائر في بركة التطبيع وما هي بمطبعة فالقيادة لا يهمها اللغط و السخط و الندب على أحناك الحسد للعدو فأحناك القيادة راقية وتنسجم مع طبول الحرب ان هي قرعت لتوفر الرصاص و التصويب والهدف الكل لاه بالتفاهات و العقلاء لاهون بطبول الحرب على حدودها لفهم نوع اللحن المعزوف فالسمو حاضر قبل زيارة ماكرون وقبل الكلام عن الحرب الروسية الأوكرانية لأن جل عناصر القيادة هم أحفاد الشهداء ولا داعي لأن نشرح موقفهم وهذا ليس دورنا والموقف فينا يسع الكل بقلم متواضع بسيط لا يتغلغل في سفاسف الأمور للدخول في فتيل الفتن التي يترصدها القاصي والداني لأن الوقت لا يسمح بمواكبة مشاكسات الجيش البطال الذي يحسن المشاغبة..وفي جعبة الجيش الجزائري قواعد لاسكات النعيق المشوش. *من أجل الجزائر غضبنا عبرنا عنه على اثر زيارة الرئيس الفرنسي شكلا ومضمونا هناك سياسة واقتصاد و مصير بلد وواجب علينا أن نترك القيادة والقرار لأهل الاختصاص وطبعا يمنع علينا الاشادة بما يتقنه الكبار في الظل من هندسة المصير والمستقبل وتوفير سعر البترول و الغاز اللذان سيديران لعبة العالم بدقة متناهية لأن خصوصية أي بلد هي لأهل الهندسة فدراستنا للقانون وخبرتنا في التسيير الصحي لن يكونا كافيين لأن نتدخل في أمور ربما نخطئ في تحليلها أو ربما لا نملك المعلومة الكافية للحديث عنها.. فيكفينا فخرا بسمو القيادة الجزائر التي تعمل في صمت ولغة الصمت لا يفهمها الا أهل الصمت..فأتمنى أن رسالتي وصلت أن غضبي من الزيارة باق لكني أمسك في الكفة الأخرى من الغضب بأمل ستعيشه الجزائر رغم الحرائق والمكائد والأوبئة وما سيخطط له من مفاجآت مستقبلا..فقسم النشيد الوطني فهمته فرنسا وغيرها من الدول المتكالبة على الجزائر و لست مجبرة لأن أكتب بيتا شعريا للتأكيد أن العزم ثابت لتحيا الجزائر حرة أبية رغم بقاء فرنسا حاضرة ..فحضور الضيف الثقيل لا يمنع من التعجيل بترحيله ان كان في الزيارة مضايقات و محاولة لايهام العالم ان الجزائر ستطبع عاجلا أم آجلا..واثقون في هندسة الرجال ولو كانت فيها فرص للأخطاء الغير متعمدة والأصوات المرتفعة لا تفسد الود أي قضية جزائرية هي مصيرية بامتياز..فتحضير الشاي أو القهوة على نار هادئة هي نفحات ايمانية صادقة لتخمينات عقلاء الجزائر في جلساتهم والذين لا يعرفهم أحد وتحتفظ ملائكة السماء بأسمائهم لتفتح لهم ابواب الجنان بلا تعب..فالتعب نال منهم في الدنيا و جزاء الله لمن صدق وضحى وجاهد في الله خير جهاد هو كبير ولا يتصوره عقل. جعلنا الله من الذين يقولون القول الحسن فيحسنون كتابته ويرفضون الزيف والنفاق فيبعدونه من صفحاتهم النبيلة. تحيا الجزائر المجد والخلود لشهدائنا الأبرار