بقلم: سري القدوة* جولة الحوار في الأراضي الجزائرية فرصة مهمة لوصول الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق لإيجاد مرجعية فلسطينية موحدة لمواجهة السياسات الإسرائيلية وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد اعلن بتاريخ السابع من ديسمبر 2021 بأن بلاده ستستضيف لقاءا جامعا يضم الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني وقرر منح فلسطين مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار الأمر الذي لاقى ترحيبا فلسطينيا رسميا وشعبيا وما زل يعاني ابناء الشعب الفلسطيني من مخاطر الانقسام الداخلي منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة. وعملت الجزائر خلال الاشهر الماضية على استضافت ممثلي عن الفصائل الفلسطينية في لقاءات منفصلة في محاولة للوصول إلى نتائج تكون القاعدة الأساسية للحوار الوطني الشامل القادم وبات من المتوقع أن يتم عقد لقاءات ثنائية بين وفدي فتح وحماس على هامش اجتماعات الحوار من أجل تذليل أي عقبات قد تحدث من شأنها وقف الجهود الجزائرية . ومن المقرر ان تنعقد اجتماعات تضم كافة الفصائل الفلسطينية في الثاني من أكتوبر المقبل في الجزائر لإجراء حوار وطني شامل من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ومن المقرر أن تضم الاجتماعات 14 فصيلا فلسطينيا أبرزهم حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) وتأتي هذه الاجتماعات الفصائيلية تتويجا لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقاء جمعه مع نظيره الرئيس محمود عباس بالجزائر في حينه . وتقوم الجزائر بجهود كبيرة من اجل لملمة الشمل الفلسطيني وتشمل هذه الجهود التنسيق بينها وبين جمهورية مصر العربية التي تتولى بالأساس ملف المصالحة الفلسطينية وذلك لضمان التقدم ونجاح الخطوات للتوصل لاتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني قبيل عقد القمة العربية المقررة في نوفمبر المقبل على الأراضي الجزائرية . ويتطلع الشعب الفلسطيني الى اهمية ان يتم استرداد الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حقبة امتدت طويلا من الانقسام وشكلت تداعياتها اعاقة لتقدم المشروع الوطني الفلسطيني حيث يأمل الجميع وفي هذا الوقت الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية أن تتكلل الاجتماعات والجهود بالنجاح في إنهاء حالة الانقسام الداخلي وأن تكون الفصائل على مستوى التحديات والمخاطر التي تعترض القضية الفلسطينية . استمرار الانقسام الفلسطيني بات يتناغم مع مسلسل اسقاط السلطة الفلسطينية والسعي الي فرض شخصيات بديلة عن الشرعية الفلسطينية التي اكتسبت بالدم والتضحيات من خلال الشهداء والجرحى والمعتقلين في محاولة فاشلة لإحباط المشروع السياسي الفلسطيني وإسقاط منظمة التحرير الفلسطينية حيث تعمل حكومة الاحتلال على اضعاف السلطة الفلسطينية من خلال عمليات القتل والاعتقالات والحصار المفروض على المحافظاتالفلسطينية وتنفيذ مخططات الاستيطان للحيلولة دون اقامة الدولة الفلسطينية وفرض سياسة الامر الواقع حيث تسعى حكومة الاحتلال إلى تحقيق أهدافها العدوانية وتحاول بث الفتنة وإضعاف السلطة كونها تستغل التفكك والانقسام الفلسطيني القائم منذ سنوات طويلة . لا بد من وضع آليات واضحة للمستقبل الفلسطيني يتفق عليها جميع الفصائل الفلسطينية بما فيهم حركة حماس والجهاد الاسلامي والعمل على استرداد الوحدة الفلسطينية والمشاركة في اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على الأسس الوطنية لا الحزبية ووضع حد لاستمرار الانقسام الذي يدمر المجتمع الفلسطيني ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتراجع خطط المقاومة والهيمنة والسيطرة الفئوية والحزبية الضيقة مما يؤدي الى الاضرار بالمستقبل الفلسطيني وانهياره