شهدت العاصمة السورية دمشق، فجر أمس السبت، مظاهرات في عدة أحياء يتظاهر سكانها للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، متوجهة إلى ساحتي الأمويين والعباسيين، بعد اقتحام قوات الأمن والشبيحة في ساعة متأخرة مساجد في أحياء كفر سوسة والميدان والمالكي وسط إطلاق نار كثيف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح العشرات. وأفاد ناشطون لقناة "الجزيرة" القطرية بأن مظاهرات خرجت من أحياء المالكي والصالحية وميسلون واتجهت إلى ساحة الأمويين بدمشق للتجمع والاعتصام هناك، فيما خرجت مظاهرة قرب مستشفى المجتهد في وسط المدينة وفق لجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى تظاهرة أيضًا في حي ركن الدين. والمالكي أرقى أحياء العاصمة، وفيه بيت يملكه الرئيس بشار الأسد، وتقع فيه عدة سفارات بينها السفارة الأمريكية، كما أن ساحتي العباسيين والأمويين هما أكبر ميادين العاصمة. وتضم ساحة الأمويين مبنى وزارة الإعلام والإذاعة والتليفزيون. وأشار نشطاء إلى إطلاق نار كثيف وقنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين بساحة كفر سوسةبدمشق، وتوجه عدة مظاهرات للانضمام للمعتصمين هناك، في وقت دعا فيه اتحاد تنسيقيات الثورة ولجان التنسيق المحلية، سكان العاصمة للنزول إلى الشوارع بسياراتهم لعرقلة تحركات الأمن. كما دعت لجان التنسيق واتحاد التنسيقيات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى مظاهرات في كل المدن والقرى فيما أسموه "زلزال الشام". وفي هذا السياق خرجت مظاهراتٌ من عدة مدن بريف دمشق منها: عربين وزملكا وكفر بطنا، باتجاه دمشق وساحة العباسيين تحديدًا لنصرة المتظاهرين هناك، وفق ناشطين. وجاءت هذه التطورات المتسارعة في دمشق بعد اقتحام قوات الأمن والشبيحة مساجد بالعاصمة أثناء إحياء ليلة القدر الليلة قبل الماضية. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات الأمن اقتحمت مسجد عبد الكريم الرفاعي بحي كفر سوسة وسط دمشق، كما اقتحمت مسجد العزيز بحي الميدان ومسجد سعد بن معاذ بحي المالكي. وقد بث ناشطون على الإنترنت صورًا لمسجد عبد الكريم الرفاعي الواقع قرب إدارة أمن الدولة، وهو يهاجم من الأمن والشبيحة بعد محاصرته من المهاجمين. وتضامنًا مع اقتحام مسجد الرفاعي، قال ناشطون إن مظاهرات خرجت بكل مناطق حمص بعد صلاة الفجر نصرة لكفر سوسة. وقد داهم الأمن أحياءً في حمص بعد تلك المظاهرات، وفق المصادر نفسها. من جهة أخرى، أعلنت السلطات السورية فرض حظر التجول في مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية، ابتداءً من أمس السبت، وحتى إشعار آخر. وقالت مصادر محلية في مدينة البوكمال: "إن نداءات وُجهت عبر مكبرات الصوت في جميع مساجد مدينة البوكمال والتي يزيد عدد سكانها على ال 50 ألفًا تدعو إلى حظر التجول، اعتبارًا من منتصف ليل السبت وحتى إشعار آخر". وأوضحت المصادر أنه تم الطلب من "خطباء المساجد توجيه هذا البلاغ"، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من المدرعات كانت وصلت مساءً إلى البوكمال ترافقها خمسُ حافلات نقل كبيرة. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، وتقول منظمات حقوقية إنه قتل فيها أكثر من ألفي شخص من المحتجين ورجال الأمن، فيما تزعم السلطات أن "مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج تطلق النار على المتظاهرين وقوات الأمن؟!".