استئناف العلاقات وتعهد ب احترام سيادة الدول هذه تفاصيل الاتفاق السعودي - الإيراني بعد 7 سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران جاء في بيان مشترك بين طهرانوالرياض وبكين أن البلدين اتفقا -في مباحثات قادها رئيسا مجلسي الأمن القومي فيهما بدعم صيني- على طي صفحة الخلافات بينهما وتطبيع العلاقات التي شهدت توترات عديدة. ق.د/ وكالات بعد مفاوضات استضافتها الصين أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016 في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية كبرى قد تظهر آثارها بشكل مباشر في اليمن ولبنانوسوريا. وحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء إرنا الإيرانية فإن الاتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران . كما تحدث البيان المشترك عن اتفاق البلدين في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 مارس على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية * تفاصيل الاتفاق وطبقا ل إرنا فإن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان في الصين من أجل حل المشكلات بين طهرانوالرياض بشكل نهائي . وعلق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على الاتفاق بالقول: سياسة الجوار تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يجمع دول المنطقة مصير واحد وقواسم مشتركة تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا . واعتبر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي الاتفاق نصرا للحوار والسلام. ورغم ترحيبها شككت واشنطن باحترام طهران التزاماتها. وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة . وأكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ترحيب بلاده بالاتفاق. وعبر عن أمله بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتلبية تطلعات شعبي البلدين . *ترحيب دولي كذلك رحب كل من العراق والإمارات وسلطنة عمان ومصر ولبنان وتركيا بالاتفاق الذي من المتوقع أن تكون له تبعات سياسية واقتصادية على مستوى المنطقة ككل. ففي اليمن من المحتمل جداً أن تلتزم طهران بالضغط على حلفائها ليكونوا أكثر استعداداً لإنهاء الصراع في ذلك البلد حسب الخبير في معهد الدول العربية في واشنطن حسين أبيش خصوصا وأن القيادي الحوثي محمد عبد السلام أكد أن المنطقة في حاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي . وبخصوص سوريا فإن عملية الانفتاح هذه قد تشمل إعادة سوريا إلى الحلبة الإقليمية وهو ما عارضته السعودية جزئياً بسبب العلاقات الوثيقة للرئيس السوري بشار الأسد مع إيران تبعاً للخبير في شؤون المنطقة آرون لوند. لبنان أيضاً لن يكون بعيداً عن تداعيات الاتفاق الذي اعتبره أمين عام حزب الله حسن نصر الله تطوراً هاماً ولو سار في مساره الطبيعي من الممكن أن يفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان . ويبقى الدور المحوري الذي لعبته الصين في الاتفاق إذ قال الخبير السعودي المقرّب من مركز القرار في الرياض علي الشهابي: الصين الآن هي عرّاب هذه الاتفاقية وهذا له وزن كبير . كذلك رأى الباحث في معهد المجلس الأطلسي جوناثان فولتون: قد تكون هذه علامة على ثقتها المتزايدة في وجود الصين الإقليمي وقد تكون علامة على أنها تعتبر أن ثمة مجالا لتحدي الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .