خير خلف لخير سلف.. تلاميذ ثانوية في خنشلة يُكرّمون مديرهم بعمرة قصة تحكي الإصرار على العودة للحياة بأثر رجعي لمسيرة تاريخ قرر فيه الشباب الجزائري المتعلم والمثقف الأخذ بزمام المبادرة يوم 19 ماي 1956 للإلتحاق بمسيرة الكفاح والنضال مضحين بمستقبلهم الدراسي وطموحاتهم العلمية لمساندته الثورة المباركة وتقديم كل الدعم المعنوي والمادي حتى تنال الجزائر استقلالها محولين أقلامهم إلى مدافع في وجه الاستعمار الغاشم. وفي ظل زمن المتغيرات الحياتية المتسارعة التي طغت فيها المصالح والماديات على الإنسان وضعفت المبادئ الأخلاقية ها هم طلبة اليوم يعودون بالذكرى في لفتة جميلة ومبادة حميدة كي يكونوا خير خلف لخيرِ سلف لحمل قيم أخلاقية ومفاهيم إنسانية رفيعة.. حيث نقلت إلينا مواقع التواصل الإجتماعي صور أجواء احتفالية رائعة امتزجت فيها لحظات الفرح والدموع وذلك حينما فاجأ عدد من طلبة ثانوية عبدالرحمن مناصرية ببلدية طامزة بخنشلة مدير مؤسستهم التربوية الأستاذ عيساوي محي الدين بتذكرة عمرة للبقاع المقدسة مع كل يحتاج إليه المعتمر كهدية شكر وعرفان منهم بجهوده وتفانيه وإخلاصه في عمله بالرغم من مرضه المزمن.. ورحم الله الرصافي حين قال: هي الأخلاق تنبت كالنبات * إذا سقيت بماء المكرمات تقوم إذا تعهدها المربي * على ساق الفضيلة مثمرات وتسمو للمكارم باتساق * كما اتسقت أنابيب القناة وبعد فإن شكر المحسن نبل من الشاكر وإنصاف للمشكور وتحفيز له ولأمثاله فهنيئا لك أيها المدير غرست فحصدت زادك الله من فضله وجزيل كرمه ما تُمتع به أمثال ما قضيت من خدمة تلاميذك ووطنك وتجده ذخراً لك عند مولاك الكريم سبحانه. وهنيئا لأمثالك.. ومن الإنصاف أن نقول للمحسن أحسنت. ولقد أحسنتم أيها الطلبة فشكرا لكم.. شكراً تقصر عنه العبارة وتفهمونه بالإشارة ودعاء تجدون أثره في حاضركم ومستقبلكم فقد سجلتم بصمة يشهد لكم بها من قبلكم ومن بعدكم حقا تستحقون جزيل الثناء وخالص الدعاء..