قامت عدّة (حروب) بين أبناء الأحياء الشعبية بالعاصمة خلال أيّام العيد، حيث استعملوا فيها كلّ ألعابهم المتكوّنة من مسدسات صغيرة وبنادق كبيرة اشتروها بأغلى الأثمان من أجل فقط الاستمتاع ليوم واحد أو أكثر، وأغلب هذه المعارك تعرّض فيها الأطفال لعدّة إصابات تفاوتت بين البسيطة والخطيرة، خاصّة على مستوى الأعين. إذ أن هؤلاء الأطفال يصوّبون مسدساتهم دون أن يعرفوا الهدف، وغالبا ما يصاب أحد المارّة بالحبيبات الصغيرة التي هي كفيلة بأخذ البصر إذا دخلت مباشرة إلى عين الشخص· وللإشارة، فإن هناك بعض الجماعات من المراهقين من يستغلّ نشوب هذه المعارك بين بعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات، فيتابعونهم من بعيد لينقضّوا فجأة على أيّ طفل يرونه وحده فيجرون وراءه ويقومون بمحاصرته في أحد الأزقّة الضيّقة ويضربونه، ثمّ يسلبونه سلاحه، والأهم أخذ أمواله التي جمعها خلال العيد من الأقارب. وهذه الحوادث تكرّرت كثيرا خلال هذا العيد والتركيز فيها كان على الأطفال الأقلّ سنّا· ويذكر أن الجزائر أضحت في السنوات الأخيرة سوقا واسعة لألعاب الأطفال الخطيرة، وكذا للألعاب النّارية صينية الصنع، والتي غالبا ما تخلّف الكثير من الإصابات في الأعين والحروق في مختلف أنحاء الجسم، وقد تعالت أصوات كثيرة تدعو إلى الحزم في مكافحة تهريبها وحظرها تماما إلاّ أن دار لقمان بقيت على حالها ليدفع الصغار ثمناص باهظا لهذه الألعاب الخطيرة التي تدخل من حدودنا وموانئنا بكلّ حرّية ويقتنيها الآباء غير الواعين لأطفالهم·