خلال شهري أفريل –ماي 1847 مقتطفات من كتاب: حملة الجنرال كافينياك الدكتور :فيليكس جاكو ترجمة : حليمة بابوش ملخص : الدكتورة سميرة بيطام * -الحلقة الأولى - من مقدمة الكتاب : فور عودتنا من الحملة التي قادتنا الى الصحراء الجزائرية نشرت صحيفة صدى وهران تحت إشرافنا يوميات السفر تحت عنوان حملة الجنرال كافينياك في الصحراء الجزائرية مجلة السفر ذكريات وانطباعات. تلقت تلك اليوميات اقبالا كبيرا من طرف القراء بالرغم من أنها كانت محررة على عجل وغير مكتملة ويمكن تفسير هذا النجاح باعتبار أن الواحات والصحراء الموصوفة لم يزرها أي أوروبي من قبل وأن المساحات الشاسعة والصعبة العبور التي تفصلنا عن آخر مراكزنا تقضي جاذبية أكبر للمناطق المجهولة والبعيدة. لقد تم استكشافنا لصحرائنا الجزائرية في ظروف مختلفة جدا حيث أن الكراهية وانعدام الثقة من طرف القبائل الصحراوية حالت لفترة طويلة دون عودة المسافرين العزل الى المناطق التي عبرناها ولن تعود اليها طوابيرنا مجددا خلال سنين طوال الا في حالة وقوع أحداث طارئة. لقد استوعبنا من خلال تجربتنا أن مثل تلك الأسفار تتخللها صعاب كثيرة وأصبحنا على يقين من أنه لا يمكن ارضاخ تلك الشعوب لمدة طويلة بقوة السلاح ولن يمكننا اذا تمادينا في عدائنا نحوها أن نستعملها كوسيط سلمي ومحاب لتسويق منتجاتنا أو استيراد المواد من الصحراء ومن السودان . فكرنا أن كتابنا سيكون بمثابة دليل للطوابير ومختلف الجماعات التي ستزور المنطقة الغربية من الصحراء الجزائرية مستقبلا وبذلنا أقصى جهدنا لكي يحتوي على الدلالات الطبوغرافية المفيدة وأدق التفاصيل المتعلقة بالموارد النباتية والمراعي كما ضبطنا بدقة المسافات الرابطة بين المراكز وأكدنا على مواقع وكميات ونوعية المياه. وبالرغم من أن كتابنا هذا لا يندرج في أدب الرحلات لكنه لا يخضع بدقة للقواعد التي تحكم ذلك المجال قد نجد فيه معلومات متعلقة بالتغيير اليومي لدرجات الحرارة أو وصف مسهب في الجغرافيا النباتية ...الخ ذلك أنه بعد دراستنا لتلك الأجزاء ونظرا لعدم إمكانية تخصيص مذكرة تتعلق بكل واحد منهم ارتأينا أن ندمجها لكي لا تضيع فوائدها. ولا شك في أن الفرق بين الأساليب المعبرة عن الملاحظات والوصف العلمي وتلك التي تروي بها الانطباعات والتأملات الشخصية التي غالبا ما نطلق لها العنان ونتركها تهيم في المجال الشعري أو العاطفي سيشكل تباينا فادحا. ولقد يتعجب القارئ من وجود بعض الأبيات الشعرية تتخلل وصفا جيولوجيا واعتبارات في الطقس لكننا نرجو منه أن يغفر لنا تلك العيوب وعدم التجانس اللذين يشكلان جزء لا يتجزأ من هذا النوع من الأدب الذي اخترناه.. يتبع.