*- "الحالم" إلى اللغة الألمانية قريبا كشف الروائي سمير قسيمي، في منشور له على صفحته في الفايسبوك، أن روايته الأولى "تصريح بضياع" ستصدر في نسختها الفرنسية شهر جويلية القادم، وذلك حسب المترجم الذي يشتغل على تحويلها للغة الفرنسية، وقد حقق قسيمي بعدها نجاحات كبيرة بعدها من خلال رواياته التالية على غرار "يوم رائع للموت" التي دخل بها القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية. وتدخل "تصريح بضياع" في أدب السجون، حيث يناقش قسيمي من خلالها التي صدرت سنة 2010، موضوع السجن وأحوال السجناء، وذلك على لسان الراوي الذي خاض التجربة، فجاءت رواية قلقة نظرا لموضوعها المربك، تتخللها بعض الانهزامية التي تميز بها البطل، الذي يصف حياته بالفارغة والبائسة حتى يُخيل للقارئ أنه لا جديد في حياة البطل، لكن ومع تدرج الأحداث يبدأ البطل في ذكر تفاصيل حياته، عندما يبدأ بكشف أحد أسراره العائلية الشخصية، وهو أن المرأة العجوز المتسولة التي دقت باب دارهم ذات يوم قبل مولد البطل بعشرات السنين، وبالضبط في عام 1954 وأبهجت قلب والدته بنبوءة أنها سترزق بتسعة أطفال، أربعة منهم ذكور، وسطرت النبوءة مصير أربعتهم بقولها "واحد ظالم، والآخر عالم، واحد أعمى، والآخر يرفدو لما" ومن خلال هذه النبوءة أو المأساة تقبع العائلة في حالة قلق دائم. قسم الروائي الرواية التي تقع في 280 صفحة إلى جزءين، الأول بعنوان "سحابة زرقاء في سماء أكتوبر" ويحكي فيه عن رحلة البداية ويقف فيها على ما يحدث للبطل في مركز الشرطة، فيجد نفسه في سجن الحراش بدون تهمة محددة، فهو عندما دخل مخفر شرطة كافينياك للتصريح بضياع بطاقة المكتبة، يتبين أنه كان محل بحث للتحقيق في جريمة لم يصرح الروائي عن تفاصيلها، ثم يصور لقائه مع سجناء آخرين بتهم مختلفة، وذكرياته القديمة عن والده الذي لم يعرفه جيدا، لكنه يتذكر ضربه المستمر لوالدته. أما القسم الثاني فقد جاء بعنوان "الغريب يقطف تفاحة من الجحيم" وقد حظي بمكان كبير في الرواية، حيث يغوص في تجربة السجن من الداخل، من خلال الوصف الدقيق لسجن الحراش وهو في حالته المتعفنة داخل كل زنزانة، والإدارة التي تترك للمجرمين القدامى الحرية في تسييره على طريقتهم الخاصة، وذلك بالعنف الجسدي وحتى القتل. من جهة أخرى ستتم ترجمة رواية قسيمي "الحالم" إلى اللغة الألمانية، وهي الرواية التي يتناول فيها قسيمي قصة رضا خباد، بطل الرواية الذي يحضر عبر أزمنة وأمكنة متخيلة، تحفر حينا في ذاكرته بحلوها ومآسيها، وتغوص أحيانا أخرى في خيالات هي في الحقيقة أحلام لم تتحقق، فيحلم البطل بأن يعيش على أمل أن يتحقق له حلم المعرفة. وقد تم بناء الرواية عبر خيال البطل الذي تبقى هويته مخفية حتى النهاية، غير أن تركيز القارئ سيمكنه من التعرف عليه من خلال بعض المشاهد، فقسيمي قد ركز فيها على الغموض، وترك مجال وضوح النص بين الكلمات والجمل المبهمة، ورغم أنه في بداية العمل يعترف الكاتب المقحَم داخل الرواية بأنه الراوي، ثم يعتمد التمويه فيتساءل القارئ من هو البطل، ففي المقدمة يكشف الراوي أنه هو الكاتب سمير قسيمي الروائي الذي كتب أربع روايات، ويشير إلى حوار صحافي أجرته معه صحافية، ليتبين أنه لم يسرق رواية "ثلاثون" من روائي آخر، رغم ذلك يبقى غموض معرفة البطل إلى غاية النهاية. تتناول "الحالم" في مجملها تساؤلات فلسفية لطالما كانت موجودة ولطالما أرهقت الفلاسفة، وتتعلق بالوجود الإنساني وعدمه، وسؤال الزمن بين الحقيقة والزيف، ورغبة الإنسان في الخلود مقابل مواجهته لعقدة "الفناء" التي ظلت تؤرقه على مدى قرون من الزمن.