إنه وقت تغيير الاتجاه في ألمانيا، فمنذ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 أصبح للمنتخب الألماني وجه جديد، من أهمّ مميّزاته الإبداع والنّزعة الهجومية· ويبدو أن هذا الجيل الكروي الجديد بقيادة الداهية يواكيم لوف في طريقه إلى معانقة المجد والنّجاح، وتأكّد ذلك جليا أوّل أمس الجمعة بضمان تأهّل المنتخب الألماني مبكّرا بفوزه الساحق على النّمسا (5/1)· لكن النّهائيات القارّية التي ستجرى في بولونيا وأوكرانيا لا تعدو أن تكون محطّة في الطريق إلى التتويج باللّقب الأهمّ خلال أقل من ثلاث سنوات· وسيحاول فيليب لام وزملاؤه خلال نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 إزاحة إسبانيا عن العرش العالمي· مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف لديه ما يقوله في حوار خصّ به موقع (الفيفا). - هل نستطيع القول إن ألمانيا حقّقت مؤخّرا نجاحا كبيرا؟ -- إن تطوّرنا إيجابي للغاية، خاصّة مع هذا الفريق الشابّ، ولم نكن نعرف مستوانا الحقيقي قبل مونديال 2010 بسبب إصابة بالاك· وإلى جانب احتلالنا للمركز الثالث، كان الشكل الذي ظهر به المنتخب الألماني باهرا، فقد لعبنا كمجموعة بأسلوب يتّسم بالإبداع والأداء الجميل، فليس سهلا أن تتأهّل إلى أمم أوروبا المقبلة ب 24 نقطة من 24 نقطة، وهذا أمر جيّد جدّا· - ظهر الفريق بصورة مختلفة، هل هو وجه ألمانيا الجديد؟ -- إن الفرق تعتبر في الغالب انعكاسا للمجتمع، وما يحدث في كرة القدم نعيشه دائما، وقد أظهرنا بتعاملنا مع بعضنا كيف يمكن أن نعيش الاندماج· ويلعب حاليا في منتخبات النّاشئين الكثير من الأطفال ذوي الأصول الأجنبية، والذين سيكبرون في ألمانيا، إن لهم جذورا في بلدان أخرى ويشعرون بأنهم ألمان، لذا فهم ينهلون من الثقافتين· وأعتقد أن ذلك ظهر في المباريات - في الطريقة التي لعبنا بها كرة القدم· الصورة الأجمل بالنّسبة لي هي الطريقة التي احتفل بها كاكاو المسيحي ذو الأصول البرازيلية مع مسعود أوزيل المسلم الذي ينحدر من أصول تركية بتسجيل الهدف، وكيف قفز أوزيل على كتفي كاكاو، ونظرا معا وهما يحملان قميص المنتخب الألماني إلى الأعلى.. إنه مشهد معبّر ورائع. - هل تملك كرة القدم الألمانية لاعبين عالميين؟ -- أصبح لدينا بعض منهم، وأؤيّد دائما القول إن قيمة اللاّعب من قيمة النّادي الذي يلعب له· وقد باتت البوندسليغا قوية جدّا، وبطبيعة الحال يتسيّد بايرن ميونيخ الأندية الألمانية لأنه يجمع الكثير من اللاّعبين الدوليين في صفوفه· لكن عندما يرحل أوزيل وخضيرة إلى ريال مدريد ويصبحان لاعبين أساسيين، فهذا ينمّ عن القيمة الكبيرة التي يتميّز بها لاعبا المنتخب الألماني، ولدينا العديد من اللاّعبين الشباب الذين يمكنهم أن يصبحوا نجوما عالميين· ولا ننسى بالطبع باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام، وما ينقص هو التتويج بلقب، فهو ما يميّز النّجوم العالميين مثل رونالدو وزين الدين زيدان وآخرين من الذين توّجوا بالألقاب الدولية الكبيرة، سواء مع أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية· - لماذا تملك ألمانيا حظوظا وافرة للفوز بلقب بطولة أوروبا للأمم 2012؟ -- لأن الفريق ظلّ مجتمعا وعزّز بالمزيد من اللاّعبين الواعدين مثل ماريو جوتسه، كما اكتسب فريقنا المزيد من النّضج· وطال التغيير العقلية كذلك، لأنني أعتقد أن لاعبينا لن يكتفوا من هنا فصاعدا بالمركز الثالث· - في غضون أقلّ من ثلاث سنوات ستنطلق نهائيات كأس العالم البرازيل 2014، ما هي انطباعتك الأولى من خلال وجودك هنا في ريو دي جانيرو؟ -- يتحرّق الجميع شوقا إلى البرازيل، فكرة القدم هنا هي عشق الجميع، ويمكن للمرء أن يشعر بذلك والرائع هو حفاوة وشغف البرازيليين. - هل تستطيع ألمانيا الفوز باللّقب العالمي في المونديال المقبل؟ -- آمل أن يأخذ تطوّرنا نفس المنحى الذي ذهبت فيه إسبانيا، وأقصد بذلك أن يكبر الفريق مجتمعا خلال سنوات ويكتسب المزيد من الانسجام· أعتقد أن ألمانيا ستكون من المرشّحين الكبار في مونديال 2014. - على المستوى الكروي، يقارن الكثير حاليا بين إسبانياوألمانيا، هل فابريغاس: ميسي ليس له شبيه يريد المنتخب الألماني أن يحاكي بطل العالم؟ -- لدينا أسلوبنا الخاص، ونريد إزاحتهم عن عرشهم، وسيكون خطأ وربما جرأة محاكاة الأسلوب الإسباني، لأن إسبانيا لديها الكثير من اللاّعبين الرّائعين· أمّا نحن فأسلوبنا ديناميكي يعتمد بدرجة أقلّ على احتكار الكرة، لكنه يتميّز بالتحوّل السريع إلى الهجوم أو الدفاع والاندفاع بقتالية·