أعلن وزير الشؤون الدينية بوعبد اللّه غلام أن حجّاج الجزائر لن يقضوا أكثر من 35 يوما في البقاع المقدّسة، في المملكة السعودية، على عكس التقارير التي زعمت أنهم سيكونون مضطرّين إلى قضاء شهر ونصف في رحلة الحجّ هذا العام، ورفع الوزير سقف الصرامة في وجه بعثة الحجّ والوكالات السياحة لتفادي أخطاء و(كوارث) المواسم السابقة· كان موضوع إنجاح موسم الحجّ لهذه السنة ومعالجة أخطاء المواسم الماضية والاستفادة من تجارب الحجّ في بعض الدول الإسلامية محور اللّقاء الذي نظّمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مساء الاثنين بدار الإمام في الجزائر العاصمة· وكان هذا اللّقاء الذي حضره السيّد بوعبد اللّه غلام اللّه وزير الشؤون الدينية والأوقاف والمدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة السيّد الشيخ بربارة، وكذا أعضاء البعثة الوطنية للحجّ المكلّفين بعملية إسكان الحجّاج في البقاع المقدّسة والوكالات السياحة والأسفار العمومية والخاصّة والحماية المدنية وممثّلي بعض الوزارات مناسبة للتقييم الحقيقي وإعطاء التوجيهات اللاّزمة التي سيتمّ العمل بها في الموسم الحجّ القادم· وأوصى السيّد غلام اللّه في كلمة افتتاحية أعضاء البعثة لهذا الموسم بالانضباط والتنسيق والتعاون والتكامل فيما بينهم وتبادل المعلومات والنّصائح خدمة للحجّاج الميامين وتشريفا للجزائر، كما أعلن عن تخصيص للموسم الحجّ الجديد حافلات جديدة مجهّزة وملائمة تساهم في التخفيف من عناء الحجّاج وتلازمهم في كلّ تنقّلاتهم من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة وإلى كلّ الأمكنة التي تدخل ضمن مناسك الحجّ· ودعا الوزير مديري الشؤون الدينية والأوقاف إلى الانطلاق قريبا في تقديم دروس في فقه الحجّ، وكذا التوعية والإرشاد للحجّاج الميامين وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية ووسائل الإعلام المختلفة الوطنية والمحلّية· من جهته، ذكّر الشيخ بربارة رئيس بعثة الحجّ بالترتيبات المتّخذة لإنجاح موسم الحجّ القادم وتمكين ال 36 ألف حاجّ جزائري من أداء هذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، إلى جانب تطرّقه إلى مسؤولية البعثة في عملية الارتقاء بعملها اتجاه الحجّاج الجزائريين من خلال توفير كلّ الشروط المادية والبشرية الضرورية، وأضاف أن البعثة الجزائرية التي يصل تعدادها إلى 700 عضو ستسهر على راحة الحجّاج إلى جانب تحسين الإيواء والنّقل باستئجار حافلات جديدة وحديثة وذلك لتفادي المشاكل التي واجهوها السنة الفارطة، كما أكّد على توحيد لباس أعضاء البعثة الجزائرية للحجّ، مشدّدا على عدم نزعه خاصّة خلال أداء المشاعر الدينية وذلك حتى لا يتنصّل أحد من واجباته اتجاه الحجّاج، مشيرا إلى أن هناك لجنة للتقييم والمتابعة· وعلى هامش اللّقاء أكّد السيّد غلام اللّه أن المدّة التي سيقضيها الحجّاج في البقاع المقدّسة ستكون ما بين 34 و35 يوما عكس ما يتردّد هنا وهناك من أنها تصل إلى 45 يوما· الجدير بالذّكر أنه تمّ خلال اللّقاء استعراض التجربة الإندونيسية في تنظيم عملية الحجّ، حيث قدّم ممثّلو هذا البلد بالتفصيل الترتيبات والهياكل التنظيمية لعمليات الإسكان في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وكيفية التعامل مع وكالات السياحة والأسفار خدمة للحجّاج الميامين· وفي سياق آخر، أكّد غلام اللّه أمس الثلاثاء بعين تموشنت على ضرورة استثمار الأملاك الوقفية لفائدة الجماعات المحلّية، وأوضح في لقاء صحفي عقب زيارته التفقّدية للولاية (أن استثمار الأملاك الوقفية يسمح بجعلها ذات مردودية لفائدة التنمية المحلّية)·