قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة المدعوّين »و. مصطفى«، »ل. فتحي«، »ب. محمد الصغير«، »ح. سعيد« و»ح. حكيم« بعقوبة الإعدام غيابيا بعد متابعتهم قضائيا بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلّحة والقتل العمدي مع سبق الإصرار، تخريب أملاك عمومية باستعمال المتفجّرات والسرقة باستعمال سلاح ناري. وقائع القضية تعود إلى يوم 1مارس 2008، أين قامت مجموعة إرهابية بنصب حاجز مزيّف على مستوى الطريق الولائي رقم 5 الرّابط بين قرية »ثابوقيرث« والمكان المسمّى »ثاعوينت« بالأربعاء ناث إيراثن، أين تمّ الاستيلاء على مركبتين نفعيتين، وبعدها بمدّة قصيرة وقع انفجار بمدينة تيزي راشد مركز، وبثواني قليلة عن ذلك وقع انفجار ثاني. ونتجت الانفجارات عن أعمال إرهابية، حيث قام أزيد من 50 إرهابيا باقتحام ومحاصرة وسط مدينة تيزي راشد وانقسموا إلى أربع مجموعات، المجموعة الأولى كانت على مستوى مدخل المدينة ومجموعة أخرى تمركزت بالقرب من المسجد والثالثة على مستوى المركز الصحّي. أمّا الإرهابيون الآخرون فاقتحموا مقرّ البريد والمواصلات وبنك التنمية الرّيفية باستعمال المتفجّرات. و أثناء العملية الإرهابية تمّ اغتيال رميا بالرّصاص المرحوم »ي. أعراب« الذي يشتغل بأمن دائرة تيزي راشد، والذي كان في مسكنه الكائن بحيّ الشرطة، وبعد سماعه للإنفجار الأوّل خرج للإلتحاق بزملائه، وعند وصوله بالقرب من مسجد المدينة أطلقت عليه الجماعة الإرهابية عيارا ناريا بسلاح الكلاشينكوف على مستوى الرّأس واستولوا على سلاحه وبطاقته المهنية وهاتفه المحمول. وبتاريخ 2 ديسمبر 2009، طالب وكيل الجمهورية لدى محكمة الأربعاء ناث إيراثن بفتح تحقيق قضائي ضد المتّهمين المعروفين لدى مصالح الأمن بانتمائهم إلى الجماعات الإرهابية وتمركز نشاطهم بالمنطقة محلّ الاعتداءات، وقد تمّ التوصّل إلى تحديد هوّية بعض الذين شاركوا في الهجوم الذي استهدف بلدية تيزي راشد من خلال الصورالتي تمّ عرضها على بعض الأشخاص. ممثّل الحقّ العام التمس تسليط أقصى عقوبة في حقّهم. من جهة أخرى، قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو أمس بعقوبة 3 سنوات حبسا نافذا في حقّ المتّهمين »ل. محند« و»ح. بلقاسم« والمتّهم »ق. رمضان« المتابعين قضائيا بجناية تمويل جماعة إرهابية وتزويدها بالمؤونة والمواد الغذائية في الفترة ما بين 2001 و2007. تفاصيل القضية المفصول فيها تعود إلى سنة 2007 أين وردت معلومات إلى مصالح الضبطية القضائية مفادها وجود أشخاص يقومون بدعم الجماعات الإرهابية ومدّها بالمؤونة والأغذية المختلفة ويقطنون على مستوى بلدية أسي يوسف، ينشطون لصالح الجماعات النّاشطة بجبال جرجرة، فتمّ توقيف المتّهمين الذين اعترفوا أمام رجال الضبطية القضائية بجميع التّهم المنسوبة إليهم. ولدى مثولهم أمس أمام محكمة الجنايات، أنكر المتّهمون جميع ما نسب إليهم جملة وتفصيلا، حيث أكّدوا أن جميع ما صرّحوا به عبر مراحل التحقيق كان تحت طائلة التعذيب أثناء الاستنطاق، كما أن الشاهد الذي أبلغ عنهم مصالح الأمن معروف بعمليات السرقة وسوء السّيرة التي يشهد له بها الجميع. أحد المتّهمين صرّح بأن الجماعات الإرهابية أجبرته في إحدى الأيّام حين كان بالمرعى على تقديم الطعام الذي كان بحوزته لهم فقام بذلك دون أن يجبروه. ممثّل الحقّ العام وخلال مرافعته التمس تسليط عقوبة 8 سنوات سجنا نافذا ضد المتّهمين الثلاثة، أمّا دفاعهم فركّز على انعدام الأدلّة التي تثبت إدانة المتّهمين، خاصّة وأن الدليل الوحيد هي شهادة مسبوق قضائيا ومعروف بالمنطقة، وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة بالحكم السالف الذّكر.