سكان غزّة يواجهون أوضاعا إنسانية وبيئية خطيرة المحرقة تتواصل.. والكارثة تتفاقم يعيش سكان غزّة وضعا كارثيا جراء الحصار الكامل الذي يفرضه الكيان الصهيوني بالتزامن مع عدوانه وحظر دخول المساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء وإمدادات المياه منذ أكثر من شهر مما ينبئ بتفاقم الكارثة الإنسانية والبيئية في القطاع. وأكدت السلطات الفلسطينية ان الاحتلال يشن حربا على مقومات الحياة ويتعمد استهداف المستلزمات المعيشية والحياتية خاصة المخابز لمفاقمة الواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه المواطنون. وكانت ذات السلطات قد قالت في بيان سابق: رصدنا تعمد الاحتلال قصف المنشآت التجارية ونقاط تخزين وبيع المواد الغذائية لتسريع نفادها من الأسواق ومفاقمة الكارثة الإنسانية . وأشارت إلى تدمير أكثر من 10 مخابز في قطاع غزّة مؤكدة استهداف الاحتلال بدائل طعام الفلسطينيين فمع لجوء الغالبية إلى المزروعات من محاصيلهم لإمدادهم بالطاقة والقدرة على مواصلة حياتهم لم يتوقف الكيان الصهيوني عن قصفها وتدميرها. وأوضحت السلطات الفلسطينية ان الكيان الصهيوني يتعمد ايضا اقتلاع أشجار الزيتون التي تشكل 70 بالمائة من دخل الفلسطينيين حيث انه ومنذ أسبوع قصف الاحتلال آلاف دونمات الأراضي المزروعة بالخضروات والتي أصبحت غير صالحة للزراعة ومنع وصول المزارعين لها ما تسبب في دمار أكثر من 24 ألف دونم من المزروعات. وفي سياق متصل قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي بغزّة سلامة معروف إن الكيان الصهيوني يشن حرب تجويع على سكان القطاع المحاصر. وحذر من أن بوادر أمراض سوء تغذية وجفاف بدأت تنتشر بين الأطفال في غزّة بعد أن ذكر ان حمولات شاحنات المساعدات حتى الآن لا تستجيب للاحتياجات الحقيقية والملحة لسكان القطاع. بدوره قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه لم تعد هناك أي مخابز نشطة في شمال القطاع بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح فضلا عن الأضرار التي لحقت بالكثيرين . وفي بيروت قال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس باسم نعيم -في مؤتمر صحفي- إن المياه الصالحة للشرب في غزّة أصبحت مفقودة بنسبة تزيد على 90 بالمائة حيث عمل الاحتلال على قطع جميع أنابيب إمداد المياه إلى القطاع. وأضاف أن سكان غزّة يضطرون أحيانا كثيرة للجوء إلى مياه البحر مما يسبب لهم الأمراض. وأشار إلى أن الاحتلال تعمد منذ بدء العدوان قطع المياه عن القطاع في جريمة ضد الإنسانية قائلا إنه من العار على المجتمع الدولي السماح للاحتلال باستخدام المياه لابتزاز سكان غزّة . وفي هذا الاطار شدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على أهمية رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية وقال: المياه هي الآن آخر شريان حياة متبق (...) وأنا أناشد رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الآن . من جهة اخرى ذكرت السلطات الفلسطينية إن 70 بالمائة من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بالقطاع دمرت بفعل العدوان الصهيوني المستمر مضيفة أن الخسائر في قطاع الكهرباء تقدر بأكثر من 80 مليون دولار مع العلم ان السلطات نفسها كانت قد ذكرت - في تصريحات سابقة - أن هدف الكيان الصهيوني الحالي يتمثل في إفقاد غزّة الكهرباء من جميع مصادرها وجعلها مكانا غير قابل للحياة . وذكرت تقارير صحفية ان متوسط احتياجات قطاع غزّة من الكهرباء يبلغ 550 ميغاواط في الظروف الطبيعية لكن ما كان يتوفر حتى عشية العدوان لم يكن يتجاوز 205 ميغاواط. وأضافت ذات المصادر ان شركة الكهرباء في القطاع تلجأ منذ 2010 إلى نظام المداورة في إمدادات الطاقة عبر تشغيلها في أماكن وفصلها عن أماكن أخرى لتلبية احتياجات السكان. وكانت مصادر الطاقة في غزّة تتوزع بواقع 65 ميغاواط من شركة توليد الكهرباء إلى جانب 20 ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية. كما كشفت مقررة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بالحق في حرية التعبير إيرين خان أن هجمات الكيان الصهيوني على غزّة تسببت بتدمير أو إتلاف 45 بالمائة من جميع الوحدات السكنية في القطاع مما ادى إلى تهجير 1.5 مليون شخص داخليا بنسبة 70 بالمائة. ووصفت المسؤولة الأممية تدمير مساكن المدنيين والبنية التحتية في غزّة بأنه جريمة حرب دولية . وقد أدى نفاد الوقود إلى توقف مركبات جمع القمامة من الخدمة في قطاع غزّة. وحذرت السلطات الفلسطينية والأممالمتحدة ومنظمات دولية من كارثة صحية مع تراكم النفايات في شوارع القطاع.