الرئيس تبّون يتطلّع إلى مزيد من التعاون بين الجزائر وتركيا علاقات قوية.. وآفاق مفتوحة تبّون وأردوغان يطالبان بمحاسبة إسرائيل على جرائمها س. إبراهيم أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون أمس الثلاثاء أن الجزائر وتركيا تربطهما علاقات قوية وآفاق مفتوحة على مزيد من التعاون في ظل وجود إرادة سياسية صادقة للبلدين ومن جانب آخر طالب الرئيسان الجزائر والتركي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها في حق أهلنا في فلسطين. وقال رئيس الجمهورية في ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره التركي السيد رجب طيب أردوغان عقب مراسم التوقيع على الإعلان المشترك للاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين: اذا كان لنا بعد هذا اللقاء المثمر أن نجري تقييما لعلاقاتنا الجزائرية-التركية بمناسبة انعقاد هذه الدورة فإننا نقول وبكل ثقة وصدق بأنها علاقات قوية وذات آفاق مفتوحة على مزيد من التعاون نظرا للإرادة السياسية الصادقة في الجزائر وتركيا . وأضاف قائلا: لدينا ديناميكية في التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري الذي شهد تطورا متزايدا في السنوات الأخيرة يعكسه حجم المبادلات التجارية حيث بلغ أزيد من 5 ملايير دولار خلال سنة 2022 وسيتجاوز 6 ملايير دولار في سنة 2023 . وأكد أنه بفضل هذا الحجم من المبادلات أصبحت الجزائر ثاني شريك تجاري في إفريقيا بالنسبة لتركيا والوجهة الأولى للاستثمار التركي في إفريقيا . وفي سياق متصل اكد الرئيس تبّون أن زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر تشكل استحقاقا هاما في مسار العلاقات بين البلدين بالرغم من الظروف الخاصة والاستثنائية التي تطبع الاوضاع الحالية على المستويين الإقليمي والدولي . وقد شكلت المحادثات بين الجانبين يضيف رئيس الجمهورية فرصة ثمينة تم خلالها التطرق إلى العلاقات الثنائية بصورة عامة والى الانجازات التي حققناها معا منذ انعقاد الدورة الاولى لمجلس التعاون رفيع المستوى الجزائري-التركي الذي أصبح اليوم مجلس تعاون استراتيجي . دعوة لمحاسبة المسؤولين على الجرائم المرتكبة في غزة أكد رئيس الجمهورية أن ما يحدث منذ اسابيع في قطاع غزة من مأساة انسانية وجرائم بشعة يتطلب تحركا عاجلا يقود إلى محاسبة المسؤولين عن الابادة بحق الفلسطينيين أمام محكمة الجنايات الدولية. وقال رئيس الجمهورية في تصريح صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عقب مراسم التوقيع على الإعلان المشترك للاجتماع الثاني لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين أنه اجرى حديثا مطولا ومعمقا مع نظيره التركي أملته الظروف الاقليمية الراهنة وتم خلاله التطرق إلى ملفات ملحة وحساسة وعلى رأسها ملف الشرق الاوسط بكل ابعاده وتداعياته . وأوضح انه تم خلال هذا اللقاء تجديد التأكيد على ضرورة اقتران الاستنكار للسياسة والقمع الممنهج ولجرائم الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها الكيان الصهيوني بتحرك عاجل لوقف التوسع الاستيطاني وردع ارهاب المستوطنين الممارس ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ويقود إلى محاسبة المسؤولين عن الابادة في قطاع غزة أمام محكمة الجنايات الدولية . وفي هذا السياق قال أن ما يحدث منذ اسابيع في قطاع غزة مأساة انسانية وجرائم بشعة يرتكبها الاحتلال الصهيوني وان لهذا العدوان انعكاسات على الساحة الاقليمية والدولية موضحا انه اكد مع نظيره التركي في هذا الخصوص على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود يونيو 1967. وقال: أعتقد أنه لأول مرة منذ 75 سنة سوف يقف من ارتكبوا هذه الجرائم أمام العدالة مؤكدا على ضرورة إسعاف الجرحى ووقف القتل والسماح للعائلات باسترجاع انفاسها بعد العدوان البشع الذي يقوم به الجيش الصهيوني في غزة . وأكد ان قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد والنهائي من أجل وضع حد نهائي للصراعات الموجودة في الشرق الاوساط الذي اصبح على فوهة بركان . وأشار في ذات السياق إلى توافق الجزائر وتركيا على ان الحل الفلسطيني يبدأ بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية معربا عن امله في التمكن من استرجاع اللحمة بين ابناء الشعب الفلسطيني بكل فصائله. أردوغان يؤكد إرادة بلاده في تعزيز تعاونها مع الجزائر أكد الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن بلاده تحدوها إرادة حقيقية في مواصلة الجهود واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز تعاونها مع الجزائر في مختلف المجالات. وقال الرئيس أردوغان خلال الندوة الصحفية: لقد عززنا أسس علاقاتنا الثنائية من خلال الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعناها في مختلف المجالات لتكون بادرة خير مبرزا ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لاتخاذ خطوات إضافية في جميع جوانب علاقاتنا الثنائية من التجارة إلى الطاقة ومن البيئة إلى الثقافة . وأشار السيد أردوغان إلى أن المباحثات الثنائية التي جمعته بالرئيس تبّون كانت مثمرة وتم خلالها استعراض الخطوات الواجب اتخاذها لتطوير علاقاتنا ومتابعة المشاريع التي يتم تنفيذها في هذا الصدد . وبخصوص الطابع الاستراتيجي لمجلس التعاون رفيع المستوى الجزائري-التركي أوضح الرئيس أردوغان أن ذلك يعكس مستوى التعاون بين البلدين وعلاقاتهما المتميزة. كما تطرق السيد أردوغان إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين معربا عن أمله في أن يصل إلى 10 مليار دولار مستقبلا. ونوه في هذا الصدد بجهود الجزائر في تعبئة إمكاناتها الاقتصادية من خلال تنويع أنشطتها تحت قيادة الرئيس تبّون مؤكدا دعم حوالي 1400 شركة تركية لهذا المسعى . وأبدى في ذات السياق استعداد بلاده لزيادة حجم الاستثمارات بالجزائر معتبرا أن التوقيع على اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات في أقرب وقت ممكن سيدعم هذه الاستثمارات . وفي ذات الإطار لفت الرئيس التركي إلى وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تطوير تعاونهما في مجال الطاقة والطاقات المتجددة من خلال تنويعها بشراكات جديدة معتبرا الاتفاقية المبرمة بين سوناطراك وبوتاش مثالا جيدا لهذا التعاون.