كمموّن موثوق للغاز.. الجزائر تفرض نفسها في الأسواق العالمية ب. ل فرضت الجزائر التي ستستضيف السنة القادمة القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز GECF نفسها كبلد رائد في مجال صناعة الغاز بفضل صادراتها التي تتجاوز 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا مع آفاق لرفعها أكثر مما جعلها ممونا موثوقا في أسواق الطاقة العالمية. فبفضل احتياطاتها الهامة من الغاز الطبيعي التي تؤمن نصيبا كبيرا من الإنتاج والمبادلات الغازية تعتبر الجزائر ممونا موثوقا وآمنا في الأسواق العالمية وكذا بفضل اعتمادها على استراتيجية قائمة على استثمارات هامة تهدف للرفع من إنتاج وتحويل وتسويق هذه الطاقة النظيفة بغرض تلبية الحاجيات الوطنية والدولية. وقد عرف تطبيق هذه الاستراتيجية دفعا قويا بفضل تطبيق توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون المتعلقة بزيادة إنتاج الغاز بغرض المحافظة على معدل الاستهلاك الوطني من جهة وتقوية التصدير من جهة أخرى تأكيدا على التزامات الجزائر مع شركائها الأجانب وهي التوجيهات التي تجسدت فعليا خلال 2023. فخلال مشاركته في أشغال القمة ال6 لمنتدى الدول المصدرة للغاز في فيفري 2022 بالعاصمة القطرية الدوحة شدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على أن الجزائر ظلت لأكثر من نصف قرن موزعا ومزودا موثوقا للغاز الطبيعي ولا تزال مصممة على البقاء كذلك . وأكد الرئيس تبون في نفس السياق على استمرار الجزائر في تطوير مواردها الهائلة من الغاز الطبيعي قصد تحقيق الأفضل لشعبها بالطريقة المثلى وبروح يطبعها التعاون والشراكة مع السهر على الحفاظ على البيئة . وتأتي التزامات الجزائر الهادفة لتعزيز مكانتها كفاعل لا يمكن الاستغناء عنه في سوق الغاز العالمية نتيجة لخبرتها المكتسبة في هذه الصناعة على مر السنوات وهو ما يعكسه قرار منتدى الدول المصدرة للغاز باحتضان الجزائر العاصمة مقر معهد الأبحاث في الغاز GRI التابع له فضلا عن اختيارها لاستضافة القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات المنتدى المزمن عقدها بالجزائر العاصمة من 29 فيفري إلى 2 مارس 2024. وجاء هذا الاعتراف بهذه المكانة الرائدة نتيجة للجهود المبذولة من طرف المجمع العمومي سوناطراك الذي قام بعدة مشاريع هامة في إطار استراتيجية تنموية ترتكز على الاستكشاف والبحث عن حقول جديدة فضلا عن توسيع شبكة خطوط الأنابيب الناقلة للغاز وتعزيز قدرات تمييعه. وتنتج الجزائر سنويا ما لا يقل عن 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وتوجه أكثر من 50 مليار متر مكعب منه للتصدير الأمر الذي يجعلها مصدرا هاما للإمداد بالغاز في العالم وأول مصدر للغاز الطبيعي المسال في إفريقيا. وقد تم تبوء هذه المكانة بفضل تعزيز القدرات الإنتاجية والتصديرية سواء عبر خطوط الأنابيب أو من خلال بواخر نقل الغاز الطبيعي المسال. ونظرا للنتائج الايجابية التي تم تحقيقها في مجال صناعة الغاز الطبيعي المسال وردا منها على الطلب العالمي ولزيادة حصصها السوقية على العقود الآجلة قامت سوناطراك بتعزيز قدراتها الإنتاجية بتشغيل مجمعات جديدة للتمييع لتبلغ القدرة الإجمالية 56 مليون متر مكعب سنويا. وبفضل هذه المجهودات تمكنت سوناطراك من تلبية احتياجات السوق الوطنية والوفاء بالتزاماتها الدولية لتصبح سنة 2022 أول ممون لإيطاليا بالغاز وثاني ممون لإسبانيا كما أصبحت ثاني ممون بالغاز الطبيعي المسال لكل من تركيا واليونان. ونظرا لتطورات سوق الغاز والاحتياجات العالمية المتزايدة تعتزم الجزائر مواصلة استثماراتها وتطوير مؤهلاتها الغازية من أجل مضاعفة إنتاجها للغاز لاسيما الموجه للتصدير من خلال عدة استثمارات على غرار مشروع مد أنبوب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي وكذا الهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء إلى إيطاليا ومشاريع أخرى لتحسين إمدادات السوق العالمية فضلا عن نجاحها في اكتشاف حقول غازية جديدة من شأنها المساهمة في رفع حجم الغاز الموجه للتصدير. عرقاب: دور الجزائر هام على الساحة الطاقوية العالمية أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أمس الأحد أن احتضان الجزائر للقمة السابعة لرؤساء وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز من 29 فيفري إلى 2 مارس 2024 يعكس دور الجزائر الهام في المنتدى وعلى الساحة الطاقوية العالمية في ظل سياق يتميز بالأهمية الجوهرية للغاز في الأمن الطاقوي. وصرح السيد عرقاب لوكالة الأنباء الجزائرية أن تنظيم حدث بهذه الأهمية في الجزائر في ظرف خاص جدا يتميز بالأهمية الجوهرية للغاز في الأمن الطاقوي والانتقال الطاقوي يعكس الدور الهام الذي تلعبه الجزائر ضمن منتدى الدول المصدرة للغاز كونها عضو مؤسس وعلى الساحة الطاقوية الدولية كممون موثوق للطاقة . كما أكد انه من خلال إعلان الجزائر الذي سيتوج يوم القمة في 2 مارس المقبل فان الأمر يتعلق بالنسبة للجزائر بصفتها عضو مؤسس لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالمساهمة مع البلدان الأعضاء في هذه المنظمة برسم المستقبل الطاقوي كمدافع عالمي على الغاز الطبيعي وأرضية تعاون وحوار . أما الهدف المتوخى -حسب ذات البيان- فيتمثل في دعم الحقوق السيادية للبلدان الأعضاء على مواردهم من الغاز الطبيعي والمساهمة في التنمية المستدامة والأمن الطاقوي العالمي . كما أكد السيد عرقاب أن إعلان القمة سيشكل الوثيقة الأساسية للحدث مضيفا انه يجري حاليا مناقشة هذه الوثيقة ضمن فريق العمل الخاص رفيع المستوى التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي تترأسه الجزائر والذي سيعكس أهداف ورؤية المنتدى والمتمثلة في جعل الغاز الطبيعي المورد الأساسي لتنمية شاملة ومستدامة .