بقلم: خالد وليد محمود في ظل تطور التكنولوجيا أصبح للخوارزميات دور كبير في تحليل البيانات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تساهم في دراسة الأفكار والأذواق والاتجاهات الفكرية والنفسية والعادات فضلاً عن فهم المشكلات والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . وليس ذلك فحسب بل تمتد استخدامات الخوارزميات لتشمل البرامج الملاحية مثل غوغل ماب . إن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والخوارزميات يشير إلى تحول جذري في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا والبيانات. فمن خلال جمع البيانات وتحليلها بشكل ذكي يمكن للأنظمة الخوارزمية تقديم توصيات مخصصة وتحسين الخدمات بشكل مستمر وهو ما يفتح أفاقًا جديدة للاستفادة من التكنولوجيا في حياتنا اليومية.ومع ذلك يثير هذا النقاشات حول قضايا الخصوصية والأمان حيث يتساءل البعض عن حدود استخدام البيانات الشخصية والتدخل في حياة الأفراد. كما تطرح الخوارزميات تحديات أخلاقية مثل تفضيل بعض البيانات على حساب الأخرى أو انحياز النظم الذكية نتيجة للبيانات التي تم جمعها.بالتالي ينبغي أن نكون حذرين في كيفية استخدام الخوارزميات والذكاء الاصطناعي وضمان وجود آليات فعّالة للرقابة وحماية الخصوصية. كما يتطلب الأمر توجيه الجهود نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن العدالة والشفافية واحترام حقوق الإنسان. إنّ ما تحمله الثورة الرقمية الجامحة من تغيرات معرفية وتكنولوجية مذهلة تقوم على الذكاء الاصطناعي بمختلف تطبيقاته وأطيافه في كل جوانب الحياة الإنسانية فتحت الباب على مصراعيه حول تطور أدوات المراقبة والسيطرة التي تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي العنصر الأهم في الاستبداد الرقمي والتي تضم الكاميرات عالية الدقة وتقنيات التعرف على الوجه والبرمجيات الخبيثة المصممة للتجسس وتحليل النصوص الآلي ومعالجة البيانات الكبيرة. تلك الوسائل فتحت الأبواب لأساليب جديدة تبدو أشبه ما تكون بانقلاب جذري قائم على أساس التخمة المعلوماتية والاتصالاتية وإنترنت الأشياء والقدرة الهائلة على معالجة البيانات وربط العالم بعضه ببعض بما يدلل على أن البشرية في مرحلة انتقالية وأن القادم سيكون أكثر غرابة وربما جنونا. * العمود الفقري للمحتوى وبالعودة إلى الخوارزميات التي عمودًا فقريًا في إنتاج الصور والفيديو والصوت والمحتوى على الإنترنت حيث باتت تستخدم بشكل واسع في عمليات التزييف العميق Deep Fake وباستمرار تطورها يجري توسيع استخداماتها في مجالات الحياة البشرية كافة وبشكل لا يُحصى لا سيما بعد دخولها في تعظيم القوة التكنولوجية والسيبرانية والاقتصاد الرقمي. المثير والمدهش أن حجم التداول في سوق الخوارزميات العالمي بلغ أزيد من 11.7 مليار دولار أميركي في عام 2020 ومن المتوقع أن يصل إلى زهاء 26.3 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 10.7 خلال هذه الفترة وفق ما ذكره موقع فيرفايد ماركت ريسيرش . عودٌ على بدء تبقى الخوارزميات التي اقتحمت عالم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته أشبه بالصندوق الخفي أو الصندوق السحري الذي يقف المستخدمون للإنترنت أمامه بين الإعجاب الشديد بإمكانيات هذا العلم في التنبؤ بالمستقبل والاتهام بالتحكم الغامض بآرائهم وأذواقهم وخياراتهم كما يفتقد الكثيرون الوعي بدورها الفاعل في توجيه ما يطلعون عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. فالخوارزميات هي من تحدد نوع المقالات التي نقرأها والصور التي نشاهدها والإعلانات التي تظهر لنا.. وبغض النظر عن ذلك يبقى المستخدم للعالم الافتراضي عاجزاً ومستسلماً لهذه القوى التي تتحكم في تدفق المعلومات وتوجيهها وتقرر ما يتم عرضه وما يتم إخفاؤه والمخفي قد يكون أعظم بكثير اتصالاً بنظرة استشرافية تقارب تأثيرات التقنيات التكنولوجية على مستقبل البشرية بما في ذلك التحديات الأخلاقية والقانونية والاقتصادية التي قد تطرحها في قادم الأيام مع ما تطرحه الخوارزميات من تحديات مثل تفضيل بعض البيانات على حساب الأخرى (وهذا ما نعايشه في العدوان على غزة) أو انحياز النظم الذكية نتيجة للبيانات التي تم جمعها والأصوات التي تنادي بضمان وجود آليات فعّالة للرقابة وحماية الخصوصية مع توجيه الجهود نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن العدالة والشفافية واحترام حقوق الإنسان.