يتواصل دق المسامير في نعش قناة الجزيرة القطرية التي يستمر نزيف مصداقيتها بسبب تغطيتها العرجاء والملتبسة لأحداث المنطقة العربية، فالقناة التي تغذي الثورة الشعبية في سوريا وتشعل النيران في العديد من البلدان العربية، تغض النظر تماما عن ثورة الشعب البحريني، وعن تجاوزات وفضائح النظام القطري، وعن أي مشاكل تقع في الإمارات والسعودية· وبعد سلسلة من الاستقالات التي هزّت فضائية الجزيرة في الآونة الأخيرة، وجعلتها تخسر عددا من خيرة كوادرها، والكثير من مشاهديها، جاء الدور على بعض صحفيي القناة الذين مازالوا يشتغلون بها، ومع ذلك لم يترددوا في توجيه سهام النقد لها بسبب سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها في تغطية مختلف الأحداث، ومن هؤلاء الكاتب والإعلامي السعودي علي الظفيري الذي وجّه انتقادا مباشرا لسياسة القناة، قائلا: (شخصيا، لا أملك الوقاحة الكافية التي تجعلني أدعم الثورة التونسية والمصرية واليمنية والسورية والليبية وأؤيد مطالبها، ثم أصل للبحرين وأبدأ بأكبر عملية تلفيق تبريرية لأناس يطالبون بحقوقهم كما فعل الآخرون بالضبط)، وهو ما يعد بمثابة انتقاد صريح لسياسة قناة الجزيرة التي تغض الطرف عن ما يجري في البحرين وكأن دماء البحرينيين ماء·