اعتبر محلّلون إسرائيليون أن هجوم المتظاهرين المصريين على مبنى السفارة الإسرائيلية يؤكّد عمليا انهيار معاهدة السلام الموقّعة بين الجانبين منذ عام 1979، وإن أشاروا إلى تنديدات في مصر بواقعة الهجوم التي وقعت في وقت متأخّر ليل الجمعة إلاّ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكّد أن إسرائيل تعمل للحفاظ على السلام مع مصر· قال إيهود يعاري، المرشّح السابق لمنصب السفير الإسرائيلي بالقاهرة للقناة الثانية الإسرائيلية (إننا في وضع لم نكن فيه من قبل، الدولتان الأهمّ جدّا في شرق البحر المتوسّط تركيا ومصر كلاهما دولتان شريكتان وصديقتان لإسرائيل طوال سنوات عديدة، والآن هناك أزمة جدّية بينهما وبين إسرائيل)، وأضاف أن (الأهمّ الآن هو أن هناك شخصيات سياسية هامّة لم تخش الإدلاء بتصريحات تهاجم فيها اقتحام السفارة على يد مثيري الشغب وعجز الأمن)، على حدّ تعبيره، وأشار إلى أن من بين هؤلاء رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس وحمدين صباحي المرشّح المحتمل للرئاسة، وأوضح أن الصور الواردة من مصر عن اقتحام السفارة تظهر أشخاص تابعين لحركة (6 أفريل) التي هي واحدة من الحركات الليبرالية وتضمّ طلبة ومؤيّدين للغرب، حسب قوله، لافتا إلى وجود قوى تطالب بطرد السفير الإسرائيلي وتجميد العلاقات مع إسرائيل ووقف تصدير الغاز لها· من جانبه، قال كبير المحلّلين السياسيين في صحيفة (معاريف) بن كاسبيت إن (أسوأ أحلام إسرائيل بشأن الربيع العربي تحقّقت أمس الأوّل حين قام متظاهرون باقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهو ما يعني انهيار اتّفاقية السلام بين إسرائيل ومصر بشكل عملي ونظري)، وتابع في مقال تحت عنوان (تسونامي سياسي يضرب إسرائيل) إن (ّأسوأ أحلام إسرائيل بشأن الربيع العربي تحققت أمس حين قام متظاهرون باقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهو ما يعني انهيار اتّفاقية السلام بين إسرائيل ومصر بشكل عملي ونظري)، ورأى أن (أكبر مخاوف نتنياهو أن تتحوّل شبه جزيرة سيناء - وهي بحجم فلسطين وإسرائيل 3 مرّات - إلى قطاع غزّة جديد لا يمكن ضبطه أو التعامل معه، وحتى لو بنت إسرائيل جدارا هناك فإن هذا يمكن أن يمنع العمليات لكن لا يمكن أن يمنع الصواريخ)، وأشار إلى أن ثورة مصر ضد السفارة الإسرائيلية جاءت في أعقاب قتل إسرائيل لعدد من الجنود المصريين خلال عملية إيلات التي وقعت في 18 أوت الماضي، كما أن الرّياح التركية هبّت على مصر·