* القذافي قد يهرب بزيّ امرأة! السؤال المهمّ هذه الأيّام ليس (أين القذافي فقط، بل كيف هو شكله؟) لأن المعروف أن مثله لن يخاطر بالبقاء غير متنكّر كما كان ورأسه مطلوبة بجائزة قدرها مليون و600 ألف دولار وأعداؤه كرمال الصحاري في ليبيا، إذا صحّ التعبير مجازا، وبحث الثوّار عنه حثيث ككنز يسيل اللّعاب· وأكبر مشكلة للعقيد إذا حاول التنكّر والتخفّي ليفرّ من مطارديه هي شعره، إذ عليه أن يتخلّص منه في أيّ عملية تغيير لأنه كقرنبيطة أو ربطة بقدونس منفلشة تلفت النّظر ولا نرى مثلها إلاّ على عدد قليل من الرؤوس وأصبحت (ماركة مسجّلة) مثل شعر الفوهرر النّازي أدولف هتلر تماما· والكلام حول الشعر الخاصّ للقذافي هو لبرازيلي سوري الأصل مختصّ في التجميل وزرع الشعر، وسبق أن تحدّثت مصادر إعلامية عن زرعه لحويصلات في 1994 في جلد صحن ومؤخّرة رأس العقيد، فتبرعم الشعر سريعا وكان الموسم ناجحا إلى درجة أصبحت معها فروة رأسه كالملفوفة واضطرّته إلى إخفائها بالقبّعات والملالات· وقد تعرّف خبير بالغرافيك اسمه سعد كمال على المشكلة التي تواجه القذافي، فأنتج من عنده صورا لحالات تنكّر متنوّعة قد يقوم بها العقيد، آخذا بالاعتبار طبيعة البيئة الليبية والزيّ الذي يرتديه أفراد قبائلها وبعض قبائل الجوار، كالطوارق وغيرهم، خصوصا وأن القذافي نفسه قال الشهر الماضي إنه تجوّل في طرابلس الغرب متنكّرا· ومن الصور نرى واحدة للعقيد وهو ملتح بعض الشيء وبنظّارة سوداء على عينيه ويتجوّل قرب باعة في إحدى المدن الليبية، مع ذلك نشعر بأن شكله معروف لدينا كما في الصورة الثانية التي أنتجها ويبدو فيها العقيد بلباس قبائل الطوارق المعروفين، وقد يكون اللباس نفسه أو غيره الذي استخدمه ابنه الساعدي ليعبر الصحراء ووصل أمس إلى شمال النيجر فارّا أيضا من مطارديه· نعرف أيضا أن عبد السلام جلود، شريك القذافي في ثورته، والذي غادر ليبيا الشهر الماضي منشقّا عليه إلى إيطاليا، توقّع في روما قبل أسبوعين أن الزّعيم الليبي موجود (إمّا في طرابلس أو في الجنوب، وهو سيهرب من طرابلس بزيّ امرأة) كما قال· وقد يكون القذافي في بادية مجاورة لمدينتي سبها أو سرت يتنقّل بلحية أو شعر قام بتغيير لونه، حيث أصبح يبدو وقد اشتعل فيه الشيب أو ربما متنكّرا في شخصية راعي غنم وإبل وما شابه، متلحّف الوجه بزيّ القبائل أو لعلّه يتنقّل من مكان إلى آخر عبر أنابيب النّهر العظيم العملاقة· والمعروف أن (قوّات خاصّة بريطانية أفرادها متنكّرون بملابس مدنية عربية تشارك في البحث عن القذافي) حسب ما قالت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية قبل يومين· كما من المعتقد أن يكون العقيد موجودا إلى الآن في طرابلس أو ضواحيها، ممّا يضطرّه إلى التحرّك بزيّ امرأة مرتدية البرقع أو أصلع تماما وبنظارات على عينيه، حيث يبدو من الصّعب التعرّف عليه·