تكتمل سهرة اليوم مباريات الدور ربع النّهائي من مونديال جنوب إفريقيا بإجراء مباراتين، الأولى تجمع بين ألمانيا والأرجنتين بداية من الساعة الثالثة، على أن تجرى المباراة الثانية بين إسبانيا والبارغواي على الساعة السابعة ونصف، ودائما بالتوقيت الجزائري. اللقاء الأوّل سيكون ناريا بين منتخبين علاقتهما كعلاقة القطّ والفأر بالنّظر إلى طبيعة المباراة في حدّ ذاتها، وكذلك الطابع الثأري. حيث سبق للأرجنتين وأن فازت بكأس العالم عام 1986 على ألمانيا، وبعدها بأربع سنوات ثأر للألمان من زملاء مارادونا وفازوا عليهم في مونديال إيطاليا وتوّجوا بالتاج العالمي، وتكرّرت اللقاءات بينهما في أكثر من مناسبة، الأمر الذي يجعل من لقاء اليوم جدّ مثير ويصعب التكهّن بهوية الفائز لتقارب مستوى المنتخبين. اللقاء الثاني لا يقلّ أهمّية عن الأوّل، لكن التقنيين والمختصّين يرونه جدّ مفخّخ لبطل أوروبا المنتخب الإسباني، خاصّة وأنه سيواجه منتخب الباراغواي أحد مفاجآت هذا المونديال. فحتى وإن كانت كفّة الفوز تميل لإسبانيا، إلاّ أن منتخب البارغواي بإمكانه أن يفعلها ويمرّ إلى المربّع الذهبي. **** الأرجنتين - ألمانيا (كاب تاون: سا 15:00) مواجهة ثأرية للمنتخبين بحسابات معقّدة تتّجه الأنظار بعد ظهر اليوم إلى ملعب »غرين بوينت« في »كاب تاون«، حيث المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني في الدور ربع النّهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، وذلك في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النّسخة الأخيرة في ألمانيا 2006. وقتها، نجحت ألمانيا في تخطّي عقبة الأرجنتين (4-2) بركلات الترجيح بعد تعادلهما (1-1)، علما أن الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو إيالا في الدقيقة ال 49، قبل أن يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل في الدقيقة ال 80. وشهدت نهاية المباراة شجارات بين لاعبي المنتخبين وجهازيهما الفنّيين ودفع المنتخب الألماني الثمن غاليا بإيقاف لاعب وسطه تورستن فرينغز مباراتين مع وقف التنفيذ في واحدة، فغاب عن مباراة الدور نصف النّهائي التي خسرها المانشافت أمام إيطاليا (صفر-2) بعد التمديد وفشل في بلوغ المباراة النّهائية. - إنتقادات متبادلة عادت المشاحنات لتلقي بظلالها عشية المواجهة بين المنتخبين غدا، حيث انتقد لاعب وسط بايرن ميونيخ وأحد نجوم المانشافت في جنوب إفريقيا باستيان شفاينشتايغر سلوك لاعبي المنتخب الأرجنتيني في أرضية الملعب متّهما إيّاهم بالمستفزّين. وقال: »يجب ألاّ نخضع لاستفزازات الأرجنتينيين، نحن نعلم كيف هم الأرجنتينيون، وأعتبر أن تصرّفاتهم ومحاولتهم التأثير على الحكم أمر معيب يفتقد إلى الاحترام«، مضيفا: »نأمل أن تكون ردّة فعل الحكم حازمة، وأن يأخذ بعين الاعتبار ما يحصل في الملعب، ومن يستفزّ الآخر. يجب أن نكون هادئين ومركّزين على المباراة، لكنّي آمل على الخصوص في أن تكون الاستفزازات قليلة من جانبهم، ومن جهتنا يمكنني أن أؤكّد أنه لن تكون هناك استفزازات«. واعتبر مدرّب الأرجنتين دييغو مارادونا أن تصريحات لاعبي المنتخب الألماني دليل على »توتّر أعصابهم«، وردّ عليه المدير العام أوليفر بيرهوف والقائد فيليب لام بأن »الألمان ليسوا كذلك، هناك توتّر وهذا أمر طبيعي لأننا سنخوض ربع النّهائي أمام منتخب مرشّح للفوز باللّقب. يجب أن نحافظ على تركيزنا وبرودة أعصابنا طيلة 90 دقيقة لأننا نعرف الأرجنتينيين جيّدا، هم لا يرضون إلاّ بالفوز ونتمنّى أن تتغيّر الأمور هنا وأن يقبلوا بالخسارة«. - مسيرة المنتخبين الخسارة تعرّض لها الألمان في النّسخة الحالية أمام صربيا (صفر-1) في الجولة الثانية عندما طرد هدّافهم ميروسلاف كلوزه، فيما لم يتذوّق الأرجنتينيون طعمها حتى الآن، حيث تمكّنوا من الفوز في المباريات الأربع التي خاضوها حتى الآن، على غرار المنتخب الهولندي، لكن مع رصيد وافر من الأهداف بلغ 10 أهداف كدليل على القوّة الهجومية الضاربة لراقصي »التانغو« في العرس العالمي. والأكيد أن المنتخب الأرجنتيني ومدرّبه الأسطورة مارادونا الساعي إلى اللّقب العالمي كمدرّب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينيات، يطمح إلى مواصلة مشواره الرّائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرّة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النّهائي للمرّة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حلّ ثانيا و1986 و1978 عندما توّج باللّقب، والأمر ذاته عام 1986، و1990 عندما حلّ ثانيا و1998 و2006.