مدير مجمع الشفاء بغزّة يوجه نداء استغاثة: الاحتلال يواصل قتلنا بشكل غير مباشر *عرقلة وصول المساعدات وتأجيل سفر المرضى تسببت قيود قوات الاحتلال في دخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة خلافا لما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار كما عرقلت سفر دفعة جديدة من المرضى لمتابعة العلاج خارج القطاع فيما حذر مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزّة الدكتور محمد أبو سلمية من استمرار تعطيل الاحتلال البروتوكول الإنساني مؤكدا أن الاحتلال أوقف القتل المباشر في حين لا يزال القتل غير المباشر مستمرا. ق.د/وكالات أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع خلال اليومين السابقين لم يتجاوز 30 من العدد المفترض. وقالت المصادر إن عملية دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزّة عبر معبر كرم أبو سالم شهدت تباطؤا كبيرا مما يعكس مماطلة من الاحتلال في تنفيذ التفاهمات التي تنص على دخول 500 شاحنة يوميا. والخميس قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال تنصل من السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار. من جانب آخر أفاد مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية بإرجاء سفر الدفعة ال15 من مرضى وجرحى قطاع غزّة عبر معبر رفح نتيجة تأخر وصول كشوف الموافقة من الجانب المحتل. وأضاف المصدر أن الجانب المحتل يتعمد تأخير إرسال كشوفات الموافقة لعرقلة عمليات إجلاء المرضى والجرحى. *نقص الأكسجين وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المستشفيات في قطاع غزّة تعاني نقصا حادا في كميات الأكسجين خاصة أن جيش الاحتلال حرق ودمّر خلال عدوانه على القطاع المحطات المركزية للأكسجين لا سيما في مستشفيات الرنتيسي والدرة والإندونيسي ومجمعي الشفاء الطبي والنصر ومحطة عيادة الشيخ رضوان. وذكرت الوزارة في بيان أن المحطات المدمرة -عددها 10- كانت تلبي احتياجات الأقسام الحيوية من الأكسجين كالعمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال إضافة إلى احتياجات المرضى في المنازل. وأشارت إلى أن عددا من المستشفيات غير الحكومية التي تساند الوزارة في تقديم الخدمة للمرضى لا تستطيع توفير احتياجها من الأكسجين محذرة من أن منع الاحتلال إدخال محطات الأكسجين لمستشفيات القطاع سيفاقم الأزمة إلى مستويات تهدد حياة المرضى وناشدت المؤسسات الدولية والجهات المعنية ضرورة توفير وإدخال محطات للأكسجين إلى القطاع. *تحذير خطير إلى ذلك قال أبو سلمية حذر مدير مجمع الشفاء الطبي إن الاحتلال أوقف القتل المباشر باستخدام الطائرات والصواريخ لكنه يواصل ذلك بطريقة غير مباشرة بمنع إدخال محطات الأكسجين إلى مستشفيات قطاع غزّة خصوصا مدينة غزّة وشمالها رغم أنها مشمولة بالبروتوكول الإنساني. وأشار إلى عودة عمل بعض المستشفيات في غزّة وشمالها جزئيا مثل مجمع الشفاء والإندونيسي والمعمداني والعودة والخدمة العامة والرنتيسي للأطفال وغيرها. وكان الاحتلال اعتقل أبو سلمية خلال عملية إجلاء طبي لكافة الموجودين في مجمع الشفاء في 23 نوفمبر 2023 أثناء محاولة الانتقال إلى جنوب قطاع غزّة مع المرضى والمصابين قبل أن يطلق سراحه مطلع جويلية 2024. وشدد أبو سلمية على أن كثيرا من المرضى في العناية المركزة والأطفال الخدج يموتون بسبب نقص أسطوانات الأكسجين مشيرا إلى وجود محطة واحدة فقط لتعبئة أسطوانات الأكسجين وهي بالكاد تعمل. وكشف عن وجود 3 أسرّة عناية مركزة فقط للمرضى في شمال القطاع إضافة إلى 20 جهاز غسيل كلى فقط رغم عودة مئات آلاف النازحين من محافظاتالجنوب إلى الشمال. وبلغة الأرقام قال أبو سلمية رئيس متابعة الإخلاء الطبي التابع لوزارة الصحة إن المستشفيات فقدت نحو 40 من مرضى الكلى في ظل نقص المستلزمات الطبية. ومنذ 7 أكتوبر 2023 دمر الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38 منها حكومية وأهلية تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزّة. كذلك أخرجت الغارات 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى في حين لم تسلم سيارات الإسعاف من الاستهداف إذ دمرت 136 سيارة مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية. وفي 19 جانفي الماضي بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن ويشمل أيضا إدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا. ونهاية الشهر الماضي كشفت مصادر أن البروتوكول الإغاثي ينص على أن مزودي المساعدات يشملون الأممالمتحدة ومنظمات دولية وهيئات غير حكومية ودخول المساعدات بمعدل 600 شاحنة يوميا مع دخول معدات للدفاع المدني وصيانة البنية التحتية. وقالت المصادر إن البروتوكول الإنساني يدعو لإدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى غزّة لاستيعاب النازحين وينص على أن المساعدات تتضمن مواد إغاثية وطبية ومعدات إنسانية من حكومات ومنظمات دولية.