أعلن المكتب الإعلامي في غزة، أمس، انتشال 49 جثة من مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمّع "الشفاء" الطبي، ليرتفع عدد المقابر الجماعية التي عثر عليها داخل المستشفيات في قطاع غزة إلى 7 مقابر حتى الآن انتشل منها 520 شهيد. أكد المكتب الإعلامي في بيان له بأن الطواقم الحكومية تواصل انتشال المزيد من الجثامين، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال أعدم قرابة 400 شهيد خلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي من بينهم جرحى ومرضى ونازحون وطواقم طبية. وبينما حمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه المقابر الجماعية المستمرة، طالب المكتب الإعلامي في غزة دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ضد القطاع الصحي والمستشفيات وأهالي القطاع. كما طالب بفتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين. ونفس المطلب رفعته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي دعت الهيئات الحقوقية الدولية وكافة المؤسسات المعنية بتوثيق هذه الجرائم، ورفعها إلى محكمة الجنايات الدولية وغيرها من المحاكم المختصة لمحاسبة هذا الكيان المارق وقادته المجرمين. ويأتي اكتشاف هذه المقبرة الجماعية الجديدة في الوقت الذي يواصل فيه العدوان الصهيوني قصفه لمناطق متفرقة من قطاع غزة وتركيزه في الفترة الأخيرة على مدينة رفح الواقعة إلى أقصى الجنوب والتي يمهد لاجتياحها بعد أن اقتحم معبرها وأغلقه في وجه المساعدات الإنسانية وقوافل الإغاثة. وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، رائد النمس، أن الأوضاع في غزة "أصبحت أكثر سوءا وتعقيدا" بعد إيقاف دخول المساعدات لأكثر من 48 ساعة جراء غلق جيش الاحتلال الصهيوني لمعبر رفح الذي يعد شريان الحياة والمزوّد الرئيسي لجميع المساعدات الإغاثية والصحية والإنسانية لسكان غزة. وقال في تصريح للصحافة أمس، إنه "إلى جانب إيقاف المساعدات، فقد تم وقف خروج المرضى والمصابين خارج القطاع من الجانب الفلسطيني في المعبر ما يؤثر على حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين"، مناشدا بضرورة التدخل الدولي لمنع تفاقم الأزمة. وأضاف أن الجمعية تسخر كافة مواردها التي أصبحت محدودة في ظل العدوان الصهيوني، ولا زالت تعمل على مدار الساعة لإنشاء النقاط الطبية الإسعافية الميدانية لتقديم الخدمات لأكبر عدد ممكن بعد توقف عدد كبير من المستشفيات عن العمل ونفاد الوقود والأكسجين والمواد الطبية. وأقدم جيش الاحتلال الصهيوني، أول أمس، على التوغل داخل معبر رفح البري وسط إطلاق نيران كثيفة على مبانيه واحتله بشكل كامل ومنع تنقل المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة. وأكد المكتب الإعلامي في غزة بأن قرار الاحتلال إيقاف المساعدات وإغلاق المعابر يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في كل القطاع الذي يعاني شماله من المجاعة في حين يبقى جنوبه تحت وطأة النيران الصهيونية المهددة لأرواح ما لا يقل عن مليون ونصف مليون شخص. ومع بدء قوات الاحتلال مهاجمة رفح وإحكام قبضتها على معبر رفح، أطلقت مختلف المنظمات الانسانية خاصة تلك التابعة للأمم المتحدة صافرات انذار تحذر فيها من المأساة الجديدة الوشيكة الوقوع في حق مئات الاف العائلات الفلسطينية التي يحاصرها الاحتلال في رفح ويحرمها من ادنى متطلبات العيش. وبنما أكدت الوكالة الاممية لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في غزة بأنها لم تتلق حاليا أي مساعدات ولم يدخل أي وقود إلى القطاع وهذا أمر كارثي، اشار مستشارها الإعلامي، عدنان ابو حسنة، بان الأونروا متواجدة في رفح ولن تغادرها ونواصل تقديم الخدمات لكل الفلسطينيين في المنطقة. من جهته حذّر مدير منظمة الصحة العالمية من انه لم يتبق لدى المستشفيات بجنوب غزة سوى وقود يكفي ثلاثة أيام بما ينذر بتوقف الخدمات قريبا، خاصة مع خروج مستشفى النجار أحد المستشفيات الثلاثة برفح عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلي.