يقوم بتغذية التصعيد عندما يريد ماكرون التهدئة ماذا يريد وزير داخلية فرنسا من الجزائر؟ زوجة سفير تُمنع من دخول التراب الفرنسي.. س. إبراهيم فتحت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الأحد النار على وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو وذلك في برقية حملت عنوان روتايو يجعل من حقده على الجزائر عنوانا لحساباته السياسية قالت فيها: غداة إطلاق رئيس وزرائه تهديدات وانذارات للجزائر حاول الرئيس ايمانويل ماكرون التهدئة والتخفيف من التوترات التي تشوب العلاقات الجزائرية-الفرنسية غير أن هذه المحاولة لم تصمد أمام تحامل وزير داخليته الذي جعل من حقده للجزائر عنوانا لحساباته السياسية بل ودافعا لما يعتقد أنه صعود سياسي له لا يقاوم. في حقيقة الأمر يفتقر روتايو لأي مشروع سياسي وليس لديه أدنى فكرة أو رؤية لصالح فرنسا باستثناء التنكر لمبادئها وتقزيمها. فحساباته هي حسابات صاحب دكان لا يتعدى أفقه المحدود استطلاعات الرأي التي يتابع بشغف كل توجهاتها والوعود السياسية حول مستقبل هو الوحيد الذي يؤمن به. فعندما يريد الرئيس ماكرون التهدئة يقوم السيد روتايو بتغذية التصعيد وهو ما كان عليه الحال بالأمس لما تم منع زوجة سفير جزائري يزاول مهامه من دخول التراب الفرنسي على الرغم من توفرها على كل شروط التأمين والإيواء والموارد المالية. بالطبع لن تبقى هذه الاستفزازات دون رد من قبل الجزائر. وهي استفزازات تعكس بشكل جلي أقصى درجات الحقد والكراهية والرفض التي يمكن أن يبلغها صاحبها. يبدو أن مسار السيد روتايو الوظيفي يستحق كل هذه الإهانات. فليكن له ذلك. أما الجزائر فستتمكن من رفع التحديات التي يتوهم توجيهها إليها في حين أنها لا تعدو أن تكون علامات الانحطاط الذي يفرضه بوعي أو بغير وعي منه على فرنسا نفسها. حرب بين ماكرون وروتايو؟ يوم السبت نشرت وكالة الأنباء الجزائرية برقية تحت عنوان هل هي حرب معلنة بين رئيس الجمهورية الفرنسية ووزير داخليته بخصوص الجزائر؟ جاء فيها: لقد أدلى رئيس الجمهورية الفرنسية من البرتغال بتصريحات تهدئة من شأنها التخفيف من حدة هذه الأزمة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية التي لم يسبق لها أن بلغت هذا المستوى من التدهور. لكن للأسف وبعد ساعات قليلة فقط من تصريحات الرئيس الفرنسي أعطى وزير داخليته الحاقد تعليمات لمصالح شرطة الحدود بطرد زوجة سفير الجزائر بمالي حيث تم منعها من دخول التراب الفرنسي بحجة أنها لا تملك المال. وذلك على الرغم من أن زوجة الدبلوماسي كانت في وضع قانوني حيث قدمت شهادة الإيواء ووثيقة تأمين وبطاقة ائتمان زوجها. إن ذلك يعد قمة الاستفزاز من وزير الداخلية هذا الذي نصحه أصدقاؤه المقربون. لقد اصبحت الأمور واضحة الآن: إن وزير الداخلية هذا الذي جعل من الجزائر برنامجه الأوحد والوحيد قد قرر لعب ورقة القطيعة مع الجزائر على حساب رئيسه. إن الجزائر التي هي ضحية هذا الخطاب المزدوج في قمة هرم دواليب الدولة الفرنسية لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الايدي وستتخذ جميع اجراءات الرد التي يفرضها هذا الوضع.