لم يجد الأولياء الحل لاسيما هؤلاء الذين تبعد المدارس عن مناطق سكناهم إلا بالاهتداء إلى تلك المحافظ المتحركة أو المتنقلة الملحقة بعجلات والتي يسهل على التلميذ استعمالها عن طريق دفعها ومن ثمة يستريح من حملها على الأكتاف بالنظر إلى الثقل الذي تتميز به المحافظ في السنوات الأخيرة وتوسع قائمة الكتب المدرسية في إطار الإصلاحات التربوية ليدفع الثمن الطفل المتمدرس الذي يتعدى وزن المحفظة الثقيلة وزنه أحيانا. مما أدى بأغلب الأولياء إلى اقتناء محافظ متحركة لأبنائهم يسهل استعمالها من طرفهم وتحريكها أثناء مشاوير الذهاب والإياب من والى المدرسة لاسيما الذين يقطنون بمناطق تبعد عن المدرسة التي يدرسون بها بحيث أينما وليت نظرك تجد طفل أو طفلة في الطور الابتدائي وهم يجرون محافظهم خاصة وان أجسادهم الهزيلة لا تقوى على حملها وهم في طريقهم إلى المدرسة وهناك من المدارس من ذهبت إلى جواز الاحتفاظ بها في درج المدرسة في ساعات الراحة المقترنة بتوقيت الغذاء. ووقع اختيار جل الأولياء في هذه السنة على تلك المحافظ لفك الغبن عن أطفالهم الذين تاهوا بين بعد المدارس وهمّ تلك المحافظ الثقيلة التي تؤثر سلبا على صحتهم، فيما راحت بعض الأمهات إلى مرافقة أبنائهن من اجل حمل تلك المحافظ خاصة وان العديد من الأبناء لاسيما القاطنين بمناطق سكنية تبعد عن المدرسة أضحوا يشتكون من عوائق صحية كثيرة على مستوى الظهر . وأثبتت الدراسات أن ثقل المحافظ يؤدي إلى الإصابة بداء السكوليوز كما أن أعراضه لا تقتصر على آلام الظهر فقط، بل تتسبب في الإرهاق والتعب بسبب ضيق القفص الصدري من الجهة المقابلة للاعوجاج الذي يضغط على الرئة، إضافة إلى تشوه شكل الجسد وظهور الحدبة في سن مبكرة. كما أن عديد المشاكل الصحية التي بدأت تنتشر كثيرا في أوساط تلاميذ المدارس الابتدائية سببها ثقل المحافظ المدرسية ومن مظاهرها التواء في العمود الفقري يمينا أو يسارا لأسباب عديدة. فاغلب المتمدرسون يضطرون إلى حمل كل أدواتهم المدرسية في الصباح كونهم يقطنون بعيدا عن المدرسة ويتابعون في اليوم الواحد ست أو سبع حصص، ولذا فإن الوزن الذي يحملونه معهم قد يقارب خمسة عشر كيلوغراما فيما لا يتعدى وزن الطفل في التاسعة من العمر الثلاثين كيلوغراما، أي أن التلاميذ مجبرون يوميا على حمل نصف وزنهم على أكتافهم، فيضطرون إلى الانحناء إلى الأمام لضمان التوازن ليجدوا أنفسهم مع مرور الوقت مصابين بداء السكوليوز. ولا يخفى التأثير السلبي للإنهاك الكبير الذي يشكله ثقل المحفظة على الطفل من الناحية النفسية حتى أن هناك من كره الذهاب إلى المدرسة وبات ثقل المحفظة بمثابة الشبح الذي يطارد الطفل إضافة إلى بعد المدرسة عن مقر السكن مما يثقل الطفل بحمل تلك المحفظة لمسافة طويلة تزيد من إرهاقه وتعبه الأمر الذي اجبر الأولياء على الاتجاه إلى المحافظ المتحركة أو المتنقلة التي كانت الحل الوحيد الذي استنجد به اغلب الأولياء.