فتح وزير الشؤون الخارجية السيّد مراد مدلسي النّار على ابنة عائشة القذافي العقيد الليبي (الهارب)، واصفا التصريحات التي أدلت بها يوم الجمعة لقناة (الرأي) التلفزيونية التي تبث من دمشق (بغير المقبولة). وكشف مدلسي أنه سيتمّ اتخاذ إجراءات حتى لا تتكرّر مثل هذه التصرفات، حيث تمّت مباشرة مساع لدى مجلس الأمن من أجل التعبير عن موقف الحكومة الجزائرية· وقال الوزير مدلسي في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية من مدينة نيويوركالأمريكية حيث يتواجد بمناسبة: (بلغني التصريح الذي أدلت به السيدة عائشة القذافي لقناة الرأي الفضائية ولا يسعني سوى أن أعبّر عن دهشتي أمام مثل هذا التصريح الصادر عن سيدة استقبلتها الجزائر مع باقي أفراد عائلتها لدواع إنسانية، والذي يتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها)، مضيفا: (أصرّ على القول إن هذه الخرجة الإعلامية لعائشة القذافي غير مقبولة بالنّسبة لنا، وأنه سيتمّ اتّخاذ قرارات حتى لا تتكرّر مثل هذه التصرفات في المستقبل)· وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا: (أودّ أن أؤكّد مرة أخرى التزامنا بالعمل مع السلطات الليبية الجديدة من اجل اعادة اعمار بلدها وتعزيز علاقاتنا)· وكردّ فعل على التصريحات التي أدلت بها عائشة القذافي أوضح السيد مدلسي أنه (سيتم مباشرة مسعى لدى مجلس أمن الأممالمتحدة من أجل تبليغه بموقف الحكومة الجزائرية حول هذا التصريح المؤسف) الذي أدلت به عائشة القذافي· للتذكير فإن عقيلة معمر القذافي صفية وابنته عائشة ونجليه حنبعل ومحمد مرفوقين بأطفالهم كانوا قد دخلوا التراب الجزائري في 29 أوت الفارط وتم استقبالهم لاعتبارات انسانية محضة· وتم تبليغ هذا الخبر للأمين العام الأممي ورئيس مجلس الأمن ومحمود جبريل رئيس ما يسمى بالمجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي· ومن جهة أخرى، كانت الحكومة الجزائرية قد أكدت يوم الخميس الفارط إرادتها في العمل (بشكل وثيق) مع السلطات الليبية الجديدة (بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين)· وكان مدلسي قد صرّح بأن (الجزائر قررت العمل مع السلطات الليبية الجديدة والعمل على أن يرجع التعاون بين البلدين تعاونا طبيعيا وأقول حتى تعاونا معززا بوجه خاص في كل الميادين)· ولدى توضيحه لمسعى الجزائر الذي أفضى إلى هذا القرار أكّد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن موقف الجزائر كان قائما من جهة على (الانسجام مع موقف الاتحاد الإفريقي) ومن جهة أخرى على (التزام المجلس الوطني الانتقالي بتعزيز وحدة الشعب الليبي التي تعد بالتأكيد الهدف الأكثر أهمية)، وأكد في هذا الصدد أن الاتحاد الإفريقي خلص في النهاية إلى تصريح لرئيسه الحالي الذي أعرب عن موقف الاتحاد الإفريقي المتمثل في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي (بما أن هذا الأخير اتّخذ التزامات رسمية بالتوجه نحو حكومة شاملة تضم ممثلي مجموع المناطق، وكذا الضمانات الضرورية بشأن تعزيز الوحدة الوطنية)· واستطرد الوزير يقول إن (موقف الاتحاد الإفريقي هذا أكده بعد ذلك مجلسه للسلم والأمن الذي عقد اجتماعا يوم الأربعاء الفارط بنيويورك)· وانطلاقا من كلّ هذه العناصر وهذا المسار- كما أوضح السيد مدلسي - قرّرت الجزائر العمل مع السلطات الليبية الجديدة·