ذكرت صحيفة »المصريون« المصرية أن مصر تبذل مساعي مكثفة لتطويق الأزمة الناشبة مع حركة المقاومة الإسلامية »حماس« واستئناف الاتصالات بينهما حول ملف المصالحة وصفقة تبادل الأسرى، إثر الحرب الكلامية بين الجانبين خلال الفترة الماضية، بعد انتقادات الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز بالحركة إلى وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، على خلفية ما اعتبرها »تصريحات استفزازية للفلسطينيين«. ساهم في إضفاء أجواء إيجابية الإطراء المصري على رئيس مكتب السياسي لحركة »حماس« خالد مشعل بوصفه من كبار المناضلين وقيادات العمل الوطني في الساحة الفلسطينية، وهو أمر قد يبدد سحب الغيوم بين الطرفين، ويضع حدًا للتوتر الذي حدا بحركة "حماس" إلى التلويح لمصر بقبول مبادرات فرنسية أو أمريكية أو تركية فيما يخص ملفي المصالحة وصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. في المقابل، نأى الزهار بنفسه عن الإساءة إلى الدور المصري، قائلاً إنه لم يقصد على الإطلاق التقليل من دور الخارجية المصرية أو الوزير أحمد أبو الغيط في ملف المصالحة الفلسطينية، وقال: »إن تحريف تصريحاتي يدل على سوء نوايا متعمد من طرف الجهة الإعلامية التي حرفت الكلام ونشرته بشكل مثير«. وتجرى حاليا اتصالات بين مسؤولين أمنيين مصريين وقيادات من »حماس« ترمي إلى إزالة أسباب التوتر وتبديد أجواء الاحتقان، والبحث عن صيغة توافقية تقبل بموجبها الحركة التوقيع على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة، وإنهاء التحفظات على بعض بنودها، بعد شهور من توقيع حركة »فتح« عليها. ومن المرجح أن يقوم مسؤول مصري رفيع المستوى بالتوجه إلى غزة ودمشق للقاء قيادات »حماس«، سعيا لإعادة العلاقات بين الطرفين لمسارها الصحيح، لاسيما وأن التوتر قد يضر بشدة بنفوذ مصر التاريخي على الساحة الفلسطينية. من جانبه، طالب السفير طه الفرنواني مساعد وزير الخارجية المصري السابق مصر بتبني صيغ مرنة في التعامل مع »حماس« وعدم التمسك بالورقة المصرية بشأن المصالحة ك »تابوه مقدس« والقبول بالتحفظات التي أبدتها الحركة على بعض بنودها، لاسيما وأنها محقة في بعض التحفظات.