يعيش المهاجم البيروفي خوسي غيريرو لحظة خاصّة وهو في ربيعه السابع والعشرين، فبعدما استقرّ به المقام في الدوري الألماني منذ 2001 يجد نفسه اليوم يصارع في صفوف هامبورغ لإنقاذه من شبح النّزول الذي يهدّده بداية هذا الموسم، لكنه في المقابل يمرّ بأزهى فتراته مع منتخب بلاده الذي حقّق معه المركز الثالث ولقب أفضل هدّاف في (كوبا أمريكا) الأخيرة في الأرجنتين بعدما تمكّن من هزّ الشباك في خمس مناسبات· عن موقع (الفيفا) - فاجأ المنتخب البيروفي كلّ المتتبّعين في (كوبا أمريكا) الأخيرة، ما أهمّية العودة إلى منصّة التتويج بعد كلّ هذه السنوات من الغياب؟ -- إنه أمر مهمّ جدّا، لا سيّما بالنّظر إلى المشاكل التي واجهتنا في السنوات الأخيرة· لم يكن أحد ينتظر ذلك ولم يراهن أحد علينا إطلاقا، انضمّت وجوه جديدة إلى الفريق وجاء لاعبون جدد، حيث كانت أسماء أغلبهم غير مألوفة لدى الجماهير، لكننا وحّدنا صفوفنا ورفعنا التحدّي فقطعنا عهدا على أنفسنا بخوض ستّ مباريات، وقد وفّينا بالعهد في الأخير، وكان السرّ في ذلك هو العمل الحثيث والحفاظ على تراص الصفوف داخل الملعب· - هل كانت الفرحة مضاعفة ببلوغ هذا الإنجاز في وقت ليس ببعيد عن موعد انطلاق تصفيات كأس العالم؟ -- نعم، لا سيّما بعد إعادة البسمة وبارقة الأمل إلى الجمهور البيروفي الذي بات متفائلاً بقدرتنا على الذهاب إلى كأس العالم· أنا أتفهّم رغبة النّاس عندما يفضّلون التأهّل إلى كأس العالم على تقديم أداء جيّد في (كوبا أمريكا)، لكن المرء يجب أن يبدأ بإنجاز شيء ما أوّلا. - كثير من البيروفيين أكّدوا أنهم يفضّلون رؤية منتخبهم يبلي البلاء الحسن في التصفيات ويستغلّ الموقف لتفجير المفاجأة·· -- كما قلت سابقا (كوبا أمريكا) لم تكن سوى نقطة بداية، لدينا مدرّب كبير (سيرجيو ماركاريان)، وهو يعمل دون كلل مُركّزا كثيرا على الانضباط، وقد بدأنا نرى ثمار عمله· فمنذ مدّة بدأت صورة المنتخب البيروفي تتغّير ليس فقط على مستوى الأداء الكروي، لكن أيضا على صعيد التنظيم والعمل الجاد. لدينا فريق جيّد وينتظره مستقبل مشرق لأن هناك عددا من اللاّعبين الشباب الذين يُظهرون قدرتهم وأحقّيتهم بحمل قميص المنتخب، وسنظهر الصورة الحقيقية في التصفيات· - ألا تخشون عواقب كلّ هذه التطلّعات التي باتت تتردّد بين أوساط الجماهير الآن؟ -- أبدا! أنا متفائل وأعتقد أننا اشتغلنا بأفضل طريقة ممكنة في هذه الأشهر الأخيرة، يجب على الفريق أن يبقى موحّد الصفوف وريثما تعود الوجوه المألوفة والنّجوم الشهيرة سيصبح أقوى من ذي قبل· أعتقد أن مهمّة اختيار اللاّعبين الأساسيين ستصير صعبة على المدرّب بالنّظر إلى كثرة الخيارات المتاحة أمامه· - ألا يمكن أن يسقط اللاّعبون في فخّ الغرور؟ -- لا أعتقد ذلك، فأنا أثق في نفسي وفي زملائي، نعرف جيّدا أننا فريق شابّ وأننا مقبلون على تصفيات صعبة جدّا، لكننا نملك ما يكفي من الموهبة بينما ما زلنا نعمل على تحسين الجانب البدني· إذا عملنا على النّحو الذي عملنا به في (كوبا أمريكا) وإذا حافظ الفريق على رباطة جأشه فإنني أعتقد أننا قادرون على خلق المفاجأة وخطف تذكرة العبور إلى كأس العالم· - بعدما عاد كلاوديو بيزارو إلى صفوف الفريق، ما هي الإضافة التي يمكن أن يقدّمها في رأيك؟ -- الأهداف، الخبرة والتجربة، نحن نلعب معا منذ سنوات ونعرف بعضنا البعض جيّدا، حيث التقينا في بايرن ميونيخ والمنتخب على حدّ سواء· نحن صديقان رغم أنه من الواضح أن أحدنا يجب أن يتراجع شيئا ما إلى الوراء لكي يلعب الآخر في مركز رأس الحربة، سنرى ماذا سيقرّر المدرّب، مع العلم أن لا مانع لديّ إن طُلب منّي التأقلم مع وضع جديد· - هل تظنّ أن رؤية الآخرين إلى البيرو قد تغيّرت بعد (كوبا أمريكا)؟ -- بالفعل، وسيكون من الغباء عدم فعل ذلك· - الباراغواي والشيلي هما أوّل خصمين في طريقكم، ما رأيك في هذه البداية؟ -- لا يمكنني أن أقول لكم عدد النقاط التي من الأفضل حصدها، يجب الفوز داخل القواعد بأيّ شكل كان ولا جدال في ذلك أبدا، ثمّ بعدها سيتعيّن علينا أن نخوض مباراتنا في تشيلي آملين في تحقيق نتيجة إيجابية، فإذا تبيّن أنه من الصّعب العودة بالفوز سنضطرّ إلى إقناع أنفسنا بأن التعادل ليس نتيجة سلبية· - لن تكون البرازيل حاضرة في التصفيات، إلى أيّ حدّ سيؤثّر غيابها في المنافسات؟ -- سيؤثّر كثيرا لأن المقعد الذي تحجزه دائما لنفسها سيكون محطّ أطماع الجميع هذه المرة، بدءا بالمنتخبات التي اعتادت التأهّل بصعوبة وانتهاء عند تلك التي أمضت سنوات طوال دون تحقيق هذا الهدف· - خلال السنوات الأخيرة تصدّرت البيرو عناوين الصحف بسبب مشاكل الانضباط في صفوف لاعبيها، هل بات ذلك من الماضي؟ -- بالإضافة إلى الجوانب التكتيكية والنّفسية فقد تطرّق المدرّب إلى هذا الموضوع مرارا وتكرارا، حيث يحثّنا دائما على التحلّي بالإحترافية، وبفضله بدأنا نرى أنه من الصّعب استيعاب عدم وصول البيرو إلى كأس العالم على مرّ كلّ تلك السنين رغم ما تملكه من طاقات في المنتخب· قد يكون سوء الانضباط أحد العوامل، لكنني أعتقد أننا بدأنا نغيّر العقلية فيما يتعلّق بهذا الجانب، إذ لم يُسجّل أيّ حادث في هذا الصدد منذ مدّة· - بعيدا عن شؤون المنتخب وشجونه، ما هو تحليلك لوضعية ناديك الألماني هامبورغ الذي يعيش فترة عصيبة حاليا؟ -- إنها وضعية صعبة، فقد رحل عن النّادي لاعبون متمرّسون ثمّ حلّ محلّهم آخرون لا يزالون في ريعان شبابهم وهم يحتاجون إلى بعض الوقت من أجل التأقلم· لا يمكن أن تطلب من شابّ في سنّ التاسعة عشر أن يصير نجما في الدوري الألماني بين عشية وضحاها· ربما ستحتاج الأمور إلى بعض الوقت، لكنني أرى أن الفريق سيتحسّن، فبمجرّد أن نسترجع قوّتنا داخل قواعدنا ستعود الثقة إلى لاعبينا شيئا فشيئا· - هل فكّرت في مستقبلك؟ هل تنوي أن تجرّب حظّك في دوريات أوروبية أخرى؟ وهل تنوي العودة إلى البيرو يوما ما؟ -- صراحة، لا أفكّر في ذلك اليوم، · أنا سعيد جدّا وعلى خير ما يرام في هامبورغ، ولديّ عقد يمتدّ إلى غاية 2014· أمّا بالنّسبة للبيرو فأنا أفكّر في الأمر من حين لآخر وتراودني دائما فكرة العودة في يوم من الأيّام، ولو كان اختيار النادي بيدي لما تردّدت في اختيار أليانزا ليما·