كشف المشاركون في فعاليات الأبواب المفتوحة حول داء السكرى بالمركز الاستشفائي الجامعي (محمد النذير) بتيزي وزو أوّل أمس أن أكثر من مليون ونصف مليون جزائري فوق سنّ الثلاثين يعانون من هذا الداء، وهو العدد المرشّح للارتفاع سنويا لانعدام الوقاية وسوء النّظام الغذائي المعتمد في المجتمع الجزائري وقلّة الحركة التي تؤدّي إلى انتشار السُّمنة، هذه المؤشرات التي ترفع من نسبة التعرّض للإصابة بالسكري· يبلغ الغلاف المالي الذي تخصّصه الدولة الجزائرية لمواجهة تبعات الإصابة بالسكري سنويا 30 مليار دينار، وكشف الدكتور خلفة مختصّ في مرض السكري ورئيس الشركة الجزائرية لداء السكري أن 50 بالمائة من العدد الوطني المصرّح به هي حالات غير مكتشفة وأصحابها يجهلون حملهم لهذا الداء الذي تمثّل مضاعفاته خطورة كبيرة على صحّة وحياة المصاب الذي لا يكتشف إصابته إلاّ بعد فترة يكون قد بلغ فيها مرحلة الخطر، حيث يعدّ هذا الداء السبب الخامس من بين الأسباب المؤدّية إلى الوفاة في العالم. حيث تتوقّع المنظّمة العالمية للصحّة تسجيل 350 مليون مريض عبر العالم بسبب الوراثة من جهة وسوء النّظام الغذائي من جهة أخرى، وكذا التهاون والإهمال الصحّي المطروح على وجه الخصوص في المجتمع الجزائري، مضيفا أن الأدوية الخاصّة بداء السكري المتوفّرة في الأسواق حاليا لا توجّه للوقاية منه وإنما للعلاج بعد الإصابة· السكري مرض مزمن لا يشفى، لكن يمكن التعايش معه دون مضاعفات خطيرة وذلك بتوجيه وإعلام المريض وتمكينه من علاج نفسه وتفادي ما قد يتسبب في تدهور حالته. الأبواب المفتوحة التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالمستشفى جاءت من تنظيم جمعية مرضى السكري بتيزي وزو بالتنسيق مع تضمّنه في الفترة الصباحية تدخّل مدير المستشفى السيّد عباس زيري ومختصّين في ذات المرض موجّهة أساسا للأطبّاء العامّين الذين يعتبرون أوّل محطّة يتّجه إليها المريض فور إحساسه بالتعب أمّا الفترة المسائية فخصّصت لتدخّل بعض المرضى. وكشفت دراسات حديثة أجريت عبر الوطن أن ما بين 8 و10 بالمائة من السكان المتعدّى سنّهم 30 سنة يحملون داء السكري في الجزائر وما يعادل 40 بالمائة منهم يصابون به عن طريق الوراثة، وأشار الدكتور خلفة إلى أن ولاية غرداية تسجّل أعلى الإصابات بداء السكري عن طريق الوراثة وذلك بسبب بنية المجتمع المزابي الذي يتوقّف على زواج الأقارب، وبالتالي ارتفاع نسبة خطر الإصابة بالوراثة. وفي سياق متّصل صرّح المتحدّث بأنه لا سبيل آخر للحيلولة دون ارتفاع عدد المرضى سنويا غير نشر الثقافة الصحّية والتوعية والتحسيس بضرورة اتّباع أنظمة غذائية صحّية وأنماط معيشية تتضمّن في محتواها الحركة والتربية البدنية، الأمر الذي يبدأ من سنّ مبكّر عبر المدارس وغيرها من المؤسسات الاجتماعية التي يستهدف من خلالها هؤلاء، حيث يجب معالجة الأسباب ومكافحة الظروف المؤدّية إلى الإصابة قبل بلوغ مرحلة علاج المرض بعد الإصابة التي تلازم صاحبها مدى الحياة· وفيما تعلّق بالحالات غير المكتشفة والأشخاص المهدّدين بالإصابة بالسكري، خاصّة مع توفّر العامل الوراثي أفاد نفس المسؤول على هامش ندوة صحفية نشّطها عقب النّشاط الصباحي بأن التعامل مع خطورة الإصابة يكمن في الكشوفات والتشخيصات الطبّية المستمرّة وليست الدورية وذلك لتفادي الوقوع في مضاعفات لا تحمد عقباها. وفيما تعلّق بالحصول على أدوية السكري صرّح المتدخّلون بأن عملية توزيعها بالمجّان سارية عبر الوطن منذ مدّة، وما يزال الكثير من المصابين غير مستفيدين منها بسبب المشاكل التي تواجههم على مستوى شبكات التأمين، مشيرين إلى توفّر جميع أنواع الأدوية والأجهزة والعتاد الطبّي الموجّهة لعلاج السكرى المعمول بها عالميا في الجزائر، كما أن 50 بالمائة من الأدوية المتداولة في السوق الجزائرية تعتبر من صنع جزائري· وعلى المستوى الجهوي كشف السيّد زيري عباس مدير مستشفى تيزي وزو أن هذا الأخير يتوفّر على مصلحة جهوية لعلاج مرض السكري بقدرة استيعاب 62 سريرا موجّه لاستقبال مرضى من الولايات الأربع المتمثّلة في كلّ من تيزي وزو، البويرة، بجاية وبومرداس، ويتواجد على مستواها 8 أطبّاء مختصّين، إلى جانب 4 عامّين و17 شبه طبّيين، وقد تمّ التكفّل بما يعادل 7 آلاف و220 مريض خلال سنة 2010، ومنذ إطلاق السنة الجارية تمّ استقبال والتكفّل بأكثر من 4 آلاف مريض·