* جزائريون يقاطعون القناة التونسية بقدر ما فجّرت قناة (نسمة) الفضائية التونسية موجة من الغضب الإسلامي الواسع، داخل تونس وخارجها، نتيجة تجرّؤها على تجسيد الذات الإلهية من خلال بث فيلم كرتوني، بقدر ما حازت تضامنا غريبا من بعض الأوساط المعروفة بعدائها للإسلام، التي راحت تدافع عن (وقاحة نسمة) باسم حرّية التعبير· وبينما شهدت تونس احتجاجات شعبية واسعة على وقاحة (نسمة) وصلت حد حرق منزل مالك القناة نبيل قروي، أعلن عدد كبير من المشاهدين الجزائريين عن مقاطعتهم للقناة التونسية المذكورة، تعبيرا منهم على سخطهم إزاء هذه القناة التي لم تتردد في بث فيلم كرتوني يجسّد الذات الإلهية، ثم دافعت عن وقاحتها هذه، قبل أن يقوم مديرها، تحت الضغط، بتقديم اعتذار لم يشفع له ولقناته التي باتت في خانة القنوات المغضوب عليها· وفي مقابل الغضب الشعبي الواسع على القناة التونسية، فوجئ المتتبّعون بحملة تضامن غريبة مع (نسمة) التي أخطأت مرّتين، الأولى حيت بثّت فيلما يمس مشاعر المسلمين والثانية حين أخذتها العزّة بالإثم وتأخر اعتذارها كثيرا، ولو كان هذا التضامن الغريب مع القناة التونسية غربيا أو صهيونيا لكان مفهوما ومعقولا، ولكنه للأسف جاء من داخل بعض البلدان الإسلامية· وقد فاجأتنا بعض المقالات المكتوبة بأقلام جزائريين هنا وهناك تدافع عن (خطيئة نسمة) من خلال شنّ حملة مضادة وضعت الإسلام والإسلاميين في (عين المدفع) باسم الحق في الإبداع وحرّية التعبير· ولم يتوان (أعداء الإسلام) هنا وهناك في التعبير عن تضامنهم مع (نسمة) بطريقة فيها كثير من التجنّي على ملايين المسلمين الغاضبين بسبب المساس بمقدسهم الأول·· اللّه تعالى·· والرافضين لحماقة (نسمة) وأخواتها، وقد أبدى بعض الكارهين للإسلام مخاوفهم من سيطرة الإسلاميين على الحكم في تونس، بدعوى أن ذلك سيغذّي التطرّف، ناسين أو متناسين أن عرض فيلم مسيء للمسلمين ومقدساتهم هو أمر مشين أخطر من التطرف· للإشارة، فقد عاد التوتّر الأمني إلى تونس قبل أيام قليلة من الانتخابات بعدما تصادم مئات المحتجين في مسيرة غاضبة للتنديد بإقدام قناة (نسمة) على بثّ الفيلم الإيراني المثير للجدل الذي تمّت دبلجته إلى العامية وتضمن مشاهد فيها تجسيد للذات الإلهية· وكانت قناة (نسمة) قد أعلنت أن "مجموعة تضم نحو مئة شخص" هاجمت منزل مدير عام القناة نبيل القروي، موضحة أن المهاجمين (ألقوا قنابل حارقة) على المنزل، وأضافت أن عائلة القروي (نجت بأعجوبة)· وجاء الهجوم بعد يوم من التظاهرات في تونس احتجاجا على بثّ القناة فيلم برسيبوليس الذي يتضمّن مشهدا يظهر فيه رجل عجوز ملتح قيل إنه يمثّل اللّه، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا·