يبدو أن مواقف الجزائر الرّافضة لأيّ شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني سيكون لها ثمنها، ليس على الصعيد السياسي فقط، بل أيضا على أصعدة أخرى، منها الصعيد الرياضي، حيث كشفت وكالة الأنباء الألمانية أن الجزائر باتت مهدّدة بالعزلة الرياضية الدولية بسبب إسرائيل! ورغم حرص مصدر رسمي من اللّجنة الأولمبية الوطنية على نفي الفرضية المذكورة في تصريح أورده موقع إلكتروني جزائري أمس، إلاّ أن الجزائر تبدو مهددة بالاستبعاد من جميع المنافسات الرياضية الدولية اعتبارا من دورة الألعاب الأولمبية المقبلة بلندن عام 2012، بسبب إصرار رياضييها على مقاطعة رياضيي الكيان الصهيوني، علما أن الجزائر تعدّ حالة استثنائية، حيث تعدّ من بين عدد قليل من الدول العربية والإسلامية التي لا ترتبط بأيّ علاقات سياسية أو اقتصادية أو رياضية مع إسرائيل· ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مسؤول قوله إن اللّجنة الأولمبية الدولية لوّحت بإقصاء الجزائر من جميع المنافسات الرياضية مستقبلا بعدما ضاقت ذرعا بتصرّفات الرياضيين الجزائريين الذين (يتفنّنون في اختلاق الحجج) من أجل مقاطعة رياضيي إسرائيل في مختلف المنافسات الدولية· وأوضح المصدر ذاته أن اللّجنة الأولمبية الدولية ألمحت إلى أنها لن تقبل أيّ أعذار لأيّ رياضي للانسحاب من منافسة بعد تأكيد مشاركته فيها· وجاءت هذه التحذيرات على خلفية (رفض) المصارعة الجزائرية مريم موسى خوض مواجهة أمام الإسرائيلية شاهار ليفي في وزن 52 كيلوغراما لبطولة العالم للجيدو التي أقيمت مؤخّرا بالعاصمة الإيطالية روما· وحاول اتحاد الجيدو إبعاد شبهة المقاطعة عن نفسه وعن مريم موسى، وأرجع انسحابها من المواجهة إلى زيادة وزن المصارعة الجزائرية عن المسموح به قانونيا، غير أن المصارعة نفسها أكّدت أن موقفها نابع من تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني· ويبدو أن اللّجنة الأولمبية الدولية تخشى امتداد المقاطعة (الرياضية) إلى رياضيين من دول أخرى، خاصّة وأن التونسية عزّة بسباس لم تنتظر كثيرا لتسير على نفس خطى الجزائرية مريم موسى، عندما رفضت مواجهة الإسرائيلية ناعومي ميلس في نهائي مسابقة السيف خلال بطولة العالم للمبارزة التي أقيمت بمدينة كاتانيا الإيطالية·