يشتكي سكان عدّة بلديات في كلّ من الجهة الغربية والشرقية للعاصمة من قلّة عدد الصيدليات العاملة بنظام المناوبة خلال الفترة الليلية، وهو ما يؤثّر بشكل كبير على حياة المواطنين ويعرّضهم للخطر، خاصّة في الحالات الاستعجالية، فهناك العديد من المرضى الذين تنتابهم حالات الآلام الحادّة في الليل فيلجأون إلى أقرب صيدلي يمدّهم بالأدوية اللازمة لتخفيف الألم، إلاّ أنهم يفاجأون بأن معظم الصيدليات المتواجدة في محيطهم قد أوصدت أبوابها منذ الساعة السابعة مساء· رغم نظام المناوبة التي تعمل به مديرية الصحّة لولاية الجزائر، والذي يلزم بوجود صيدلية واحدة على الأقلّ في كلّ بلدية، إلاّ أن هذا مخالف للواقع تماما، فالمريض المسكين أو عائلته تقوم برحلة بحث مضنية وطويلة من أجل العثور على صيدلية مناوبة، وهذا الكلام ليس على مناطق خارج العاصمة، بل في وسطها وفي شوارعها المركزية. حيث اشتكى العديد من المواطنين القاطنين بكلّ من شارع العربي بن مهيدي وديدوش مراد من أنهم أصبحوا يعانون كثيرا في الفترة الأخيرة من أجل إيجاد صيدلية مناوبة يقتنون منها الأدوية الموصوفة من قبل الأطبّاء المناوبين في المستشفيات، والمعاناة تضاعفت بشكل خاصّ في الفترة الأخيرة بسبب غلق عدد كبير من الصيدليات الرئيسية في هذه المناطق، فمنهم من لم يستطع جني أرباح من بيع الأدوية في هذه المناطق، ومنهم من استصعب بعض الإجراءات التي تخضع لها الصيدليات في الجزائر· هذا في وسط العاصمة أمّا إذا ابتعدنا قليلا واتجهنا نحو الرويبة والرغاية مثلا، فإن الأزمة في هذه المناطق مضاعفة، والأمر نفسه في كلّ من بابا حسن والعاشور ومعظم البلديات المتبقّية. وفي ظلّ تناقص عدد الصيدليات المناوبة تمتنع أغلب الصيدليات من النّشاط في هذا التوقيت بسبب عدم توفّر الأمن في منطقتها رغم أن مديرية الصحّة تؤكّد على أنه يجب أن تكون الصيدلية الخاضعة لنظام المناوبة واقعة بالقرب من مركز أمني يستطيع حمايتها من الاعتداءات التي تكثر في الفترة الليلة من طرف بعض اللصوص والمنحرفين، وهذا هو المطلب الرئيسي لأغلب الصيدليات الخاصّة من أجل تطبيق نظام المناوبة· وفي ظلّ هذا يبقى المواطن ينتظر التطبيق الفعلي لنظام المناوبة، ففي أغلب الأحيان تكون حياته وعائلته عرضة للخطر بسبب عدم عثورهم على أيّ صيدلية تمدّهم بالعلاج الضروري لشفائهم، وأحيانا يلعب الوقت الضائع في رحلة البحث عن صيدلية واحدة مفتوحة في بعض بلديات العاصمة دورا سلبيا في حياة المواطن، خاصّة إذا كانت الحالة تستدعي علاجا مستعجلا لبعض الأمراض المزمنة أو بعض أمراض الأطفال الذين لن تتحمّل أجسامهم الصغيرة طول مدّة الألم التي تكون لديها العديد من الانعكاسات السلبية فيما بعد على صحّتهم. هذا في الفترة الليلية أمّا في نهاية الأسبوع فالحالة هي ذاتها، فأغلب الصيدليات في هذه البلديات توصد أبوابها دون أدنى اعتبار لصحّة المواطن ومتطلّباته، لذا فإن على المواطن أن يتجنّب المرض في ساعات الليل أو نهاية الأسبوع، فالدواء منعدم في هذه الأوقات· من جهة أخرى، فإن بعض الصيدليات في العاصمة شهدت في الأيّام الأخيرة توافدا كبيرا بسبب تهافت المواطنين على اقتناء لقاح الأنفلونزا، والذي عمدت وزارة الصحّة الجزائرية إلى توفيره في معظم الصيدليات في الفترة الأخيرة. ولأن الطقس قد تبدل بدخول فصل الخريف، فإن الأنفلونزا الموسمية بدأت بالانتشار بين الأفراد، ولتجنّب الأسوأ خاصّة بالنّسبة لكبار السنّ الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، فهذه الفئة يسمح لها بالاستفادة من هذا اللّقاح بشكل مجّاني عبر مختلف الصيدليات الخاصّة المتعاونة مع مصالح الضمان الاجتماعي·