ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أمس الأحد أن العقيد الليبي المغدور معمر القذافي يكون قد قضى أيامه الأخيرة متنقلا من بيت لبيت وهو لا يأكل سوى الأرز، مما أصابه بإنهاك شديد ظهر على محياه حين تم أسره قبل تعذيبه واغتياله من طرف من يسمون أنفسهم بالثوار· ونقلت الصحيفة الأمريكية عن منصور ضو آمر الحرس الشعبي الذي رافق القذافي أثناء هروبه قوله: (إن الحصار الذي فرضه الثوار الليبيون على القذافي لعدة أسابيع دفع بصبره على حياة الهروب والتنقل بين منازل مدينة سرت للنفاد)· وقال ضو في مقابلة أجراها في مقر الاستخبارات العسكرية في مصراتة: (القذافي فر إلى سرت يوم سقوط طرابلس في 21 أوت الماضي، وكان المعتصم قد قرر التوجه للمدينة معتقدا أنها حصن منيع يمكن لوالده أن يحتمي به رغم قصف حلف شمال الأطلنطي)، مشيرا إلى أن العقيد المغدور قرر عدم الهروب خارج البلاد معتبرا أن ذلك (التزاما أخلاقيا) قائلا: (لقد دفع حياته ثمنا لذلك)· وأوضح المتحدث أنه بصرف النظر عن الهاتف الذي استخدمه للإدلاء بالتصريحات لقناة الرأي التي تبث من دمشق التي أصبحت منفذا رسميا له كان القذافي (معزولا عن العالم)، مضيفا أن هذا الأخير لم يكن لديه جهاز كمبيوتر، وعلى أي حال كان نادرا ما يوجد كهرباء في الأماكن التي يختبئ فيها· وأضاف ضو أنه قبل اعتقال القذافي كان من المفترض أن يخرج موكب يضم نحو 70 سيارة من المدينة في الثالثة صباح الخميس بصحبة 10 من حاشيته غير أن سوء التنظيم أدى إلى تأخر خروج الركب إلى الثامنة صباحا، وكان القذافي يستقل إحدى تلك السيارات بصحبة مدير الأمن وأحد أقاربه وسائق السيارة· وتابع ضو: (تمكنت طائرات حربية تابعة للناتو وكذلك مقاتلون معارضون من رصد الركب بعد نحو ساعة من تحركه، وقام أحدهم بتوجيه صاروخ نحو السيارة فانفجر بالقرب منها مما أدى إلى انتفاخ الوسادات الهوائية بها، أصابتني بعض شظايا القصف، وحاولت بعدها أنا والعقيد وآخرون الهرب عبر مزرعة إلى الطريق الرئيسي حيث توجد أنابيب الصرف الصحي، ومع استمرار القصف أصابتني الشظايا مرة أخرى فسقطت فاقدا الوعي، وعندما أفقت وجدت نفسي في المستشفى)· وفي مقابلة منفصلة مع منظمة هيومن رايتس ووتش نفى ضو أن يكون قد أمر في أي وقت من الأوقات باستخدام القوة ضد من يسمون بالثوار الليبيين·