بينما تداولت صحيفة مصرية لعدّة ساعات خبر وفاته، يكتنف الغموض الوضع الصحّي للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك - المحتجز بالمركز الطبّي العالمي على طريق الإسماعيلية - بعد أنباء عن وفاته (إكلينيكيا) إثر تدهور حالته الصحّية ومعاناته من سكتة دماغية مفاجئة وارتفاع حادّ في ضغط الدم أدّى إلى دخوله العناية المركّزة، وهي الأنباء التي تردّدت يوم الاثنين لليوم الثاني على التوالي· وزاد من الغموض قيام قوّات الجيش بتكثيف وجودها بشكل لافت وتضاعفت أعداد الجنود المكلّفين بحماية المبنى دون مبرّر واضح، ما فتح الأبواب على مصراعيها لتكهّنات حول تدهور الوضع الصحّي لمبارك وتوقّف عضلة القلب تماما· يأتي هذا في الوقت الذي فرض فيه المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة طوقا من السرّية على الحالة الصحّية لمبارك، مع تحدّث أنباء عن ضغوط مورست على مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة (الأسبوع) المصرية الذي نشر خبر وفاة مبارك على موقع صحيفته، وذلك لعدّة ساعات قبل رفعه بشكل أضفى مزيدا من الغموض حوله· وعلى الرغم من إسراع مصادر متعدّدة إلى نفي الخبر، إلاّ أن النّفي لم يبدّد الشائعة، بل إن البعض اعتبره دليلا على صحّة الخبر· وقالت مصادر إن ذلك يتعلّق برغبة المجلس في تجهيز وإعداد الرّأي العام لخبر الوفاة وسط مخاوف من وجود تداعيات أمنية لهذا الأمر، لا سيّما وأن فلول (الوطني) ومجموعات من المنتمين إلى جروب (آسفين يا ريس) سيكثّفون ضغوطهم من أجل إقامة جنازة عسكرية للرئيس· وكانت تلك القضية استحوذت على جانب كبير من الجدل خلال الفترة الماضية، فيما يستند أنصار مبارك إلى أن إقامة جنازة عسكرية للرئيس المخلوع هو أمر قانوني، لا سيّما وأن القضاء لم يصدر قرارًا بإدانته بشكل حاسم، الأمر الذي يواجه برفض تام من قبل الثوّار الذين نادوا طويلاً بإعدامه، ممّا سيفتح الباب لمواجهات تهدّد أمن واستقرار الوطن، حسب المصادر·