من المرتقب أن تفتح محكمة الجنايات في دورتها القادمة ملف أربعة شبّان غالبيتهم من ولاية سطيف حاولوا الاِلتحاق بمعاقل جماعات عراقية مسلّحة أحيلوا على العدالة بعدما تمّ إلقاء القبض عليهم من طرف حرس الحدود بسوريا، حيث سيواجهون تهم الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج وداخل الوطن والإشادة بالأعمال الإرهابية· وقد كشف الملف القضائي للمتّهمين الأربعة أنه كانت لهم علاقة مباشرة بالإرهابي التونسي المعروف بأبي الوليد، الذي سبق وأن ذكر اسمه في عدّة قضايا إرهابية كونه العقل المدبّر في عمليات تجنيد شباب من المغرب العربي لأجل ممارسات أعمال قتالية في العراق عن طريق سوريا. حيث التقى المتّهمون بالمدعو أبي الوليد الذي مكّنهم من السفر إلى سوريا مقابل مبالغ مالية معتبرة، كما مهّد لهم الطريق للاِلتقاء بالمتطوّعين العرب في سوريا، قبل أن يدخلوا العراق عن طريق التهريب ويصلوا إلى منطقة القائم العراقية، أين التقوا بإمام المسجد الذي أخبرهم بوجود عملية إنزال أمريكية بالمدينة ونصحهم بمغادرة العراق، إلاّ أنهم عادوا أدراجهم بعد القصف الأمريكي وحمل سكان المدينة للرّاية البيضاء كعبارة عن الاستسلام ليتمّ إلقاء القبض على المتّهمين من طرف حرّاس الحدود وإحالتهم على مركز الهجرة السوري، والذي بدوره سلّمهم للسلطات الجزائرية· كما تبيّن تورّط البعض من المتّهمين في الاِنتماء إلى ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، أين سبق وأن أدينوا في قضايا إرهابية قبل أن يستفيدوا من إجراءات المصالحة الوطنية، ومن بينهم المدعو (زين العابدين) الذي وفور خروجه من السجن سنة 2006 اتّفق مع المدعو (ز) على موعد للقاء بمنطقة باب الزوّار بالعاصمة، أين دار بينهما حديث انتهى بالموافقة على إعادة إحياء الاتّصالات مع عناصر القاعدة بهدف الاِلتحاق بصفوف المقاتلين وتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب الجزائري، خاصّة وأنه بعد اندلاع حرب العراق كانت تجمعه لقاءات دورية مع المدعو (ق· عاشور) الذي كان يعمل في مصنع للبلاستيك وكان حديثهم حول العمليات الجهادية التي تجري في العراق وأرادوا الالتحاق بالجماعات التي تقوم بهذه العمليات ضد جنود الاحتلال الأمريكي، حيث غادروا الجزائر نحو سوريا، أين التقوا بالمدعو (ز· مراد) من سطيف الذي سافر لنفس الغرض، حيث استأجروا حافلة من سوريا للذهاب برّا إلى العراق مقابل 1000 ليرة سوريا لكلّ فرد والتقوا بالمتطوّعين من مختلف الجنسيات وتمكّنوا من الدخول بطريقة غير شرعية إلى مدينة القائم العراقية واستقبلوا من طرف أمام المسجد قبل أن يعودوا أدراجهم بعد أن شاهدوا المدينة تسقط تحت يد الاحتلال، ليتمّ القبض عليهم وتحويلهم إلى الجزائر·