كلنا قذافي ·· نعم كلنا قذافي أو مبارك أو زين العابدين أو بشار أو صالح أو كلهم معًا ·· والباقية تأتي ·· سَنُأَلِّه بأنفسنا الطين ونصنع بأيدينا آلهة آخرى إن لم نَصدُق مع أنفسنا ونعترف بأخطائنا ونعزم على تغيير المسار إلى ما يُرضى ربنا ويُصلح حال شعوبنا ·· قولوا بربكم من صنع هؤلاء الطغاة وطبل لهم بكل اللغات ·· ؟ من أحل لهم طُغيانهم وجعل أقوالهم بمنزلة القرآن المُنَزل ·· ؟ من سجد على أعتابهم لينال دولارات جوائزهم المنهوبة من رزق الفقراء والمعدمين ·· ؟ من هابهم لينال رضاهم حين ارتمى أمام أقدامهم على سجادهم الأحمر الملطخ بدماء الأبرياء··؟ من تزاحم على أبواب السينما وجلس على مدرجات المسرح وعكف أمام الشاشات ليشاهد فن تمجيد الفراعنة وتركيع الرعية وجعل كل هذا أصل دينه الذى يتعبد ويتقرب به إلى فرعونه ·· ؟ فلننتظر فرعونًا جديدًا نصنعه على أعيننا إن لم نقبل اعتراض الأبناء على الأباء أو وربيناهم على الخوف وعدم القدرة على إبداء الرأي .. سنرفع على العرش فرعونًا جديدًا بنسخة حديثة تختلف فقط عن سابقيه من حيث المظهر (الميكاب) إن لم نغير ما بأنفسنا ونتقن أعمالنا ونتعاون ونتكامل فيما بيننا بمسؤولية ونقدم المصلحة العليا للبلاد والعباد على مصالحنا الشخصية ·· سنعيد حقيقة التاريخ الأسود من القهر والسلب والنهب ومزيد من المعاناة والفقر بلون فاتح إن لم نغير عاداتنا ولا نسمح للمُعلم بالتزويغ من المدرسة ليلحق بدروسه الخصوصية، كلنا فراعنة حين نسمح للطبيب بالتعلم في مرضانا الطب وإذا هو به بعد التخرج لا يداوي مريضًا في المستشفى العام بل يستخدمه للدعاية لعيادته الخاصة، كلنا فراعنة حين يغش المهندس والمقاول ويرتشي موظفو الأحياء لتقع المباني على رؤوس ساكنيها، كلنا فراعنة حين تنام ضمائرنا وتضيع أخلاقنا ولا نفكر في تغيير أنفسنا ونطالب بحقوقنا ولا نقوم بواجباتنا·· كلنا فراعنة إن لم يقم كل منا بثورة على نفسه ليصبح قدوة في العطاء والأخذ بيد من حوله بواقعية إلى ما هو أحسن أخلاقيا ودينيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا· * طاهر أبوجبل