دعا الداعية الإسلامية، يوسف القرضاوي، إلى قيام “جمهورية ديمقراطية إسلامية،” وحض على تحقيق شكل من أشكال الوحدة بين من وصفهم ب”المؤمنين الثوريين” في ليبيا وتونس ومصر، وأعرب عن فرحته لمقتل الزعيم معمر القذافي، الذي قال إنه “زعم لنفسه قدرًا من الألوهية”، وتوقع نهاية قريبة ومماثلة للرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، ونظيره السوري، بشار الأسد. وفقا لموقع السي إن إن الإخباري فإن القرضاوي قال، في خطبة صلاة الجمعة من العاصمة القطرية، الدوحة: “هذا يوم من أيام الله، سقط فيه أحد الطغاة الذين تجبروا في الأرض وزعموا لأنفسهم قدراً من الألوهية بينهم وبين الناس، سقط القذافي وقد تنبأت بذلك منذ أول كلمة قلتها عنه، عندما قلت إنه قد زال بقتله لشعبه.” وتابع بالقول: “قلت هذا منذ أشهر وتحقق الأمر لأنه لا بد أن ينتهي كل من سلط الرصاص على صدور أبناء شعبه، كما سينتهي كل الطغاة في اليمن وسوريا،” وأضاف: “ثقوا بأنهم سيذهبون، أنا أؤكد لكم ذلك بكل بما لدي من وثائق وأسانيد، سيذهب الأسد وصالح كما ذهب القذافي.” واتهم القرضاوي، الذي يعتبر مرجعاً روحياً أساسياً لتنظيم “الأخوان المسلمين” إن القذافي “عاث في الأرض فساداً فقتل وشرد وجرح عشرات الآلاف من الناس، وقتل 1200 مسجون في ليلة واحدة (في سجن) أبوسليم وكأن شيئاً لم يكن.” وأضاف: “يريد (القذافي) أن يكون زعيماً وفيلسوفاً، ويريد أن يكون له كتاب هو الكتاب الأخضر، ولكن كل هذا انتهى، كان لا بد أن يقع في يد الثوار الذين صمموا على تحرير بلدهم مدينة مدينة وقرية.” وتطرق القرضاوي مرحلة ما بعد القذافي قائلاً: “ننتظر قيام الجمهورية الديمقراطية الإسلامية المدنية في ليبيا، ولا تعارض بين الإسلام وكل من المدنية والديمقراطية،” كما قال إن الواجب على جميع الليبيين تسليم السلاح بعدما “انتهى عهده” بنهاية المعارك. كما وأكد على رفض الانتقام من مناصري النظام السابق، وحض الحكومة الليبية على إصدار عفو عام باعتبار أن ما جرى في البلاد خاضع لأحكام “حرب البغاة” في الفقه الإسلامي. وتمنى القرضاوي وجود اتحاد ما بين ليبيا وتونس ومصر قائلاً: “هذه الدول الثائرة المتصلة، لا بد من أن يكون بينها نوع من التوحد والتكتل، فلماذا لا يتكتل المؤمنون الثوريون بعضهم مع بعض،” وذكر وجوب أن يشارك الشعب في تلك الدول بالانتخابات المقبلة على نطاق واسع. ولم يفت القرضاوي الإشارة إلى الأوضاع في سائر الدول العربية التي تشهد احتجاجات شعبية قائلاً: “نسأل الله أن يجعل اليوم القريب لليمن وسوريا بزوال الطغاة،” كما طالب عناصر الجيش السوري بالانشقاق عنه والالتحاق بقوات “الجيش السوري الحر.” وأضاف:” لا يجوز لجندي في الجيش أن يقتل أهله، أيها الإخوة السوريون في الجيش.. اتركوه وانتقلوا لإخوانكم الأحرار بالآلاف والمئات.. وستتمكنون في هذه الحالة من الانتصار على الظلمة.” وتابع بالقول: “آن للمتجبرين في الأرض من حول ليبيا أن ترتعد فرائصهم، سنرى مصائر هؤلاء وسنراهم وهم يسقطون كما سقط القذافي و(الرئيس المصري السابق، حسني) مبارك و(الرئيس التونسي السابق، زين العابدين) بن علي، كلهم انتهوا ولا بد أن ينتهي هؤلاء، يسقط الطاغية ويرتفع الشعب، ينتهي الطاغية ويبدأ الشعب.” يشار إلى أن القرضاوي، الذي يرأس”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” كان قد تقدم رجال الدين المؤثرين على المستوى الدولي في دعم الثورات التي اندلعت بالمنطقة، وقد دأب خلال الفترة الماضية على إطلاق المواقف السياسية خلال خطب الجمعة، غير أنه انقطع عنها لأسابيع طويلة بسبب مشاكل صحية.