اختتم أول أمس الإثنين الملتقى الدولي الأول حول المجتمع العربي بين الإستبعاد والإحتواء في ظل المتغيرات المعاصرة والذي نظمه قسم علم الإجتماع بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، الملتقى دام يومين ويهدف إلى إبراز مظاهر الاستبعاد الاجتماعي من خلال الوقوف على أبعاده المختلفة والوقوف على أهم التحديات التي تواجه الاحتواء الاجتماعي في المجتمعات العربية المعاصرة قصد السعي إلى تمكين المجتمع العربي لمواجهة مخاطر الاستبعاد الاجتماعي بهدف تفعيل آليات الاحتواء الاجتماعي في المجتمعات العربية· ويعد موضوع الاستبعاد الاجتماعي، حسب المشاركين في الملتقى، موضوعا كاشفا لطبيعة البنية الاجتماعية في المجتمعات المعاصرة، إذ يعد حصاد لها ومؤشرا لمدى أدائها لوظائفها المختلفة، وهنا يبرز الاستبعاد الاجتماعي كمشكلة اجتماعية عامة يشترك فيها جميع أفراد المجتمع باختلاف إيديولوجياتهم وانتماءاتهم وطبقاتهم ليس أمامهم سوى التقليل منها، من خلال تفعيل آليات الاندماج والاحتواء الاجتماعي، هذا الأخير لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المساواة والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، إذ تعد فكرة المساواة وأهميتها قيمة أدخلتها المجتمعات في أفكارها الطوباوية وفلسفتها ومختلف نظمها، فالعدالة الاجتماعية مؤشر صادق للمساواة، فهي اندماج الأفراد في مجتمعهم على جميع أصعدته السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التربوية· وفي خضم ما سبق وإذا كانت المجتمعات الغربية المعاصرة سعت إلى التقليل من مظاهر الاستبعاد الاجتماعي وترسيخ الاحتواء الاجتماعي كمظهر للتطور والرقي عن طريق تجسيد شعار الحرية، الإخاء، المساواة، تحقيق الوفرة وترسيخ الديمقراطية، وعرفت أكثر معنى المواطنة واندماج الأفراد فيها، فما هو واقع المجتمع العربي المعاصر في ظل التغيرات التي أصبحت تلزمها المواكبة والمسايرة؟ هل هذه التغيرات الاجتماعية ستعمل على تجسيد وتوسيع ظاهرة الاستبعاد الاجتماعي، أم ستكون دافع لتفعيل آليات للاحتواء الاجتماعي؟ وإذا كانت لكل المجتمعات آليات دفاع ذاتية تقوم على أساس تصورات تاريخية وحضارية وثقافية تهدف إلى تحقيق الاحتواء الاجتماعي، فما هي الآليات التي تمتلكها المجتمعات العربية للوصول إلى الاحتواء الاجتماعي؟ وقد تطرق المشاركون إلى مفاهيم الاستبعاد الاجتماعي وكذا الاحتواء الاجتماعي عن طريق المفهوم والدلالات، مبرزين مظاهر الاستبعاد الاجتماعي في المجتمعات العربية، كما تطرق المتدخلون للنظامين الاقتصادي والتربوي وقضايا الاستبعاد الاجتماعي، دون إهمال الجانب الاجتماعي في الأسرة العربية، وقد عرج المحاضرون على الجماعات الاجتماعية بين الاستبعاد والاحتواء الاجتماعي، وكذا الاستبعاد الاجتماعي للهوية والذات الثقافية في المجتمعات العربية، مبرزين في الأخير آليات الاحتواء الاجتماعي في المجتمعات العربية في مواجهة الاستبعاد الاجتماعي· وقد خرج المشاركون في الملتقى بعدة توصيات تبرز أهمية دراسة الموضوع وإثرائه في مختلف أبعاده مع إعطاء فرصة لمؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالشأن العام، بالإضافة إلى فتح وسائل الإعلام وتمكين النخبة للمشاركة في سياسات الدولة والتأكيد على مبادئ الهوية الوطنية، للإشارة فإن الملتقى المنظم من طرف قسم علم الاجتماع عرف مشاركة أساتذة وباحثين من 17 جامعة جزائرية وجامعات عربية·