»إخوان بوك« كما يتضح من الاسم هو موقع اجتماعي على غرار موقع »فيس بوك« الشهير أطلقته جماعة »الإخوان المسلمون« المصرية. الغرض من هذا الموقع هو توفير شبكة اجتماعية خاصة بالمسلمين تتفق مع »أحكام الشريعة الإسلامية«. محاولة يراها البعض أسلوبا جديدا للدعاية ومحكوما عليها بالفشل. إنه موقع يشبه »فيس بوك« ويتميز باشتماله على جميع الخدمات والوظائف التي يقدمها الموقع الشهير ولكن ما يفرق بينهما هو الاسم: »إخوان بوك«. إنه موقع التواصل الاجتماعي الذي أطلقته حركة »الإخوان المسلمون« المصرية المحظورة بداية جويلية الجاري ولا يزال في طور تكوين قاعدة مستخدميه. بلغ التشابه بين موقع »إخوان بوك« وموقع »فيس بوك« درجة استخدام عنوان إلكتروني شبه متطابق Ikhwanfacebook.com وهو يقدم حزمة من الخدمات التقليدية تتشابه 100٪ مع شبيهه الأكبر »فيس بوك« بدءا من تمكين مستخدميه من تشارك الصور والمواد الفيلمية وإنشاء مجموعات خاصة ووضع استطلاعات الرأي، فالهدف كما هو واضح من ذلك التطابق عدم تشتيت المستخدمين المعتادين على استخدام »فيس بوك« وجعل انتقالهم إلى الموقع الجديد سلسا وبدون صعوبات. يشرح لنا حسام تمام، باحث مصري متخصص في الحركات الإسلامية والمدير السابق لموقع »إسلام أونلاين«، قائلا: »الإخوان المسلمون واحدة من أكثر الحركات الإسلامية في أخذ زمام السبق فيما يخص استخدام التكنولوجيا المتطورة«. وسيلة دعاية جديدة تعد هذه المحاولة من قبل الإخوان المسلمين مثيرة للدهشة، فمن الصعوبة بمكان منافسة شبكة ضخمة مثل »فيس بوك« تضم ما يقرب من 500 مليون مستخدم وتقدم خدمات لا مثيل لها للمجموعات الكبيرة مثل الإخوان. حسام تمام يرى أن »موقع الإخوان سيفتقد لأهم ميزة تصبغ »فيس بوك« وهي إمكانية إجراء مناقشات حرة وتقديم نقد يتسم بطابع انفتاحي ولا يعرف المحرمات، »فإخوان بوك« ما هو إلا وسيلة دعاية يمكن التحكم بها وتعطي انطباعا بالانفتاح على آخر مستجدات العصر« أعضاء »إخوان بوك« لا يتفقون مع هذا الرأي، فهم يصفون شبكتهم بأنها مكملة »لفيس بوك« ولكنها تتبنى مفهوما أكثر احتراما للحياة الشخصية لأعضائها وأكثر توافقا مع أحكام الشريعة الإسلامية. كما أن الفكرة في حد ذاتها ليست بجديدة على الإخوان فهم قد أطلقوا أيضا موقعا مشابها للموقع الموسوعي »ويكيبيديا« كما أنشأوا نسخة تجريبية من »يوتيوب« اعتمدوا لها اسم »إخوان تيوب«. البعض الآخر يرى أنها محاولة للفكاك من أسر سلطة »فيس بوك« على الصفحات المنشأة على منصته، فالشركة الأمريكية لها الحق في إغلاق أي حساب على موقعها إذا كثر اللغط حوله والشكاوى منه. ولكن حسام تمام يحذر قائلا: »الخطر القائم في مثل هذه الحالة أن يكون »إخوان بوك« هدية على طبق من ذهب للسلطات المصرية التي سيمكنها بسهولة معرفة أسماء وهويات المتعاطفين والمناصرين للحركة«. الفشل مصير هذا المشروع من الجدير بالذكر أن »إخوان بوك« ليست المحاولة الأولى في العالم الإسلامي لتجنب الآثار الضارة »لفيس بوك«، ففي نهاية ماي الماضي في باكستان ظهر موقع »ملة فيس بوك« كرد على حملة الرسوم الكاريكاتورية التي استهدفت نبي الإسلام محمد. ويأمل هذا الموقع في استقطاب 1,2 مليار مسلم في العالم بالإضافة إلى الأشخاص المعتدلين من الديانات الأخرى. يقول محمد الفطاطري، مؤسس شبكة من المواقع الإسلامية »موكسليم« التي تقدم محتويات ذات نكهات مختلفة بدءا من الرياضة وانتهاء بالأزياء والموضة، »ملة فيس بوك شهد إقبالا منقطع النظير في ساعة إطلاقه ولكن شعبيته تهاوت في الشهر التالي مباشرة«. ولكن هل معنى أن يحمل موقع ما صبغة إسلامية أن يكون في صراع مع المواقع الغربية الكبيرة؟ يجيب محمد الفطاطري رافضا هذه الفكرة قائلا: »إن عدد زوار مواقعنا يتخطى 6 مليون زائر شهريا، ونحن نقدم أشياء كثيرة لا علاقة لها لا بالدين ولا بالسياسة«، ولهذا فهو يرى أن مبادرات مثل »إخوان بوك« لا شك في أن مصيرها الفشل ويوضح رأيه قائلا: »إن مستخدمي الإنترنت من المسلمين لا يختلفون عن المستخدمين من الديانات الأخرى في كونهم لا يفضلون استخدام مواقع تمارس الرقابة على زائريها«.