استقبل المسجد الحرام أمس الثلاثاء، نحو مليوني من حجاج بيت الله الحرام المتعجلين بعد رمي الجمرات الثلاث حيث اتجهوا من منى مباشرة إلى مكةالمكرمة للطواف بالبيت العتيق مكملين نسك حجهم بأداء طواف الوداع حول الكعبة المشرفة· وحسب تقديرات رسمية فإن أكثر من 80% من ضيوف الرحمن اختتموا حجهم في اليوم الثاني من أيام التشريق بعد رمي الجمرات الثلاث (12 ذي الحجة) بينما لا يبقى سوى أقل من 20% بمشعر منى لقضاء اليوم الثالث (13 ذي الحجة)، عملا بقول الحق تبارك وتعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه)· وقام أكثر من ثلاثة ملايين حاج برمي الجمرات الثلاث الإثنين والثلاثاء (11 و12 ذي الحجة) وجمرة العقبة الكبرى الأحد (يوم العيد 10 ذي الحجة) بكل سهولة ويسر ودون وقوع أي حوادث خطيرة، مستفيدين من فتوى (إجازة الرمي طوال اليوم)، وكذلك من منشأة الجمرات متعددة الطوابق التي تستوعب في الساعة الواحدة أكثر من مائتي ألف حاج بدون أي تكدس أو ازدحام· كما تشير التقديرات من الأعوام السابقة إلى أن أكثر المتعجلين من حجاج الخارج لارتباطهم بمواعيد محددة مع حملات مؤسسات الطوافة ورحلات الطيران المغادرة، وأكثر المتأخرين من حجاج الداخل وخاصة غير المرتبطين منهم بحملات والذين يقطنون في مناطق قريبة من مكةالمكرمة· وأبلغت وزارة الحج السعودية مؤسسات الطوافة ضرورة الالتزام بتفويج رحلات الحجاج المغادرين إلى المطار قبل موعد الرحلة بحد أقصى أربع ساعات، وذلك لضمان عدم التكدس في المطار· كما شددت الوزارة على المؤسسات التي تتولى برْمجة مغادرة نحو 1.9 مليون حاج ضرورة الالتزام بالتعليمات لمنع تكرار حالات التكدس سنويا في المطار· إلى ذلك لوَّحت هيئة الطيران المدني السعودية بفرض غرامات على شركات الطيران المتقاعسة عن نقل الحجاج في رحلات العودة التي تبدأ من 14 ذي الحجة وتستمر حتى 15 محرَّم المقبل· وأكدت الهيئة على ضرورة الالتزام بتعليمات وقواعد الإياتا (منظمة الطيران المدني العالمية) التي تقضى بوجوب تقديم وجبة للمغادرين بعد ثلاث ساعات من التأخير، إضافة إلى إسكانهم في حالة زيادة التأخير عن ست ساعات· وألزمت الهيئة شركات الطيران بدفع تأمين نقدي مقداره 100 و 200 ألف ريال سعودي، لتغطية النفقات المستحقة عليهم في حالات التأخير التي لا ينبغي أن تزيد عن نصف ساعة·